ابتلاء اللّه للأنبياء والمرسلين حتى يكونوا قدوة للصالحين

عدد الملفات المرفوعه : 1

فابتلاؤه -سبحانه- لأوليائه إنما لأجل ما ذُكِر ، وليراه الناس في اعصارهم المختلفة ، يراه الناس من هؤلاء الصالحين في أزمانهم التي يكونون فيها ؛فيقتدون بهم {أُولَٰئِكَ الَّذِينَ هَدَى اللَّهُ ۖ فَبِهُدَاهُمُ اقْتَدِهْ} ؛ فالله -سبحانه وتعالى- يبتلي عباده المؤمنين حتى يكونوا قدوة للصالحين من بعدهم ، وفي عصورهم ، والشاهد حفظكم الله أن ابتلاء الله لعباده المؤمنين وفي مقدمتهم الأنبياء والمرسلين ابتلاؤه لهم لأجل ما ذكرنا ، ومن نظر في كتاب الله -جل وعلا- وفي سنة رسوله ﷺ ، وما جاء من القصص الصحيح في أخبار الأمم الماضين ، وما جاء في الصحيح من الأخبار المنقولة في أمة محمد ﷺ رأى في ذلك ما يورثه العظة والاعتبار ، وما يورثه اليقين ، وقوة الإيمان ، وما يورثه محبة أن يكون مثل هؤلاء إن ابتلي ، وهذا فيه تصحيح لبعض المفاهيم المغلوطة ، وهي أن الناس إذا رؤوا صالحًا ابتلي ظنوا به سوءًا ، وهذا ليس بغريب هذا من القدم ، وهو في سالف الأمم أيضًا ؛ فيظنون به سوءًا ، ويظنون أن هذا من هوانه على الله ؛ لا والله ، والأمثلة في هذا كثيرة ، وقد قيل قديمًا “حسبك من القلادة ما أحاط بالعنق ” يقول الله -جل وعلا- : {وَلَنَبْلُوَنَّكُم بِشَيْءٍ مِّنَ الْخَوْفِ وَالْجُوعِ وَنَقْصٍ مِّنَ الْأَمْوَالِ وَالْأَنفُسِ وَالثَّمَرَاتِ ۗ وَبَشِّرِ الصَّابِرِينَ (155)} فهؤلاء الذين ذُكروا في هذه الآية ابتلاهم الله -جل وعلا- ليبلغهم هذه المنزلة التي أيضًا ذُكرت في الآية.


شاهد-على-اليوتيوب

  • 1442/06/05
  • مشاهدات : 1٬182
  • مشاركة :
حقوق النشر لكل مسلم بشرط ذكر المصدر.
تنفيذ : تصميم مصري