ومما ينبغي أن يسارع إليه أيضاً تفطير الصائمين الذين لا يجدون شيئاً من الفقراء والمحاويج ، فإن النبي ﷺ قد حث على ذلك (ومن فطر صائماً فله من الأجر مثل أجر الصائم من غير أن ينقص من أجر الصائم شيء) ، فقالوا يا رسول الله : ليس كلنا يجد ما يفطر به الصائم ، فقال ﷺ : (إن الله يعطي ذلك ولو على شربة ماء) ، تقدمه للصائم فيشربها فيقطع الله بها عنه الظمأ يكون لك فيها الأجر .
وانظر إلى سؤال أصحاب رسول الله ﷺ (ليس كلنا يجد ما يفطر به الصائم) ، وهذا قد كانت حالهم وانظروا إلى الفرق بين حالهم وحالنا ، ما نحن فيه من الخيرات والنعيم ، وأنواع الأطعمه التي نتقلب فيها صباح مساء ، فنحمد الله على فضله ونعمته …
ماعندهم شيء تنظر إلى حالهم وحالنا اليوم إذا دخل رمضان قبل رمضان بيومين ثلاثة أيام اسبوع تذهب إلى هذه التموينات فتملئ السيارات ، وربما خرج وقت هذه المواد الغذائية وفسدت ولم تؤكل وانظر إلى حالهم …
فالواجب على العبد أن يبذل في هذا الباب باب تفطير الصائم ما يستطيع ؛ ولا يتقال ، وأدركنا آبائنا الأوائل وامهاتنا لا يتقالون شيئاً ، يرسلون إلى المساجد لإفطار الغرباء من الصائمين والمجتازين ببلدانهم الشيء القليل ، مذقه من لبن ، حبيبات من تمر ، كسرة من خبز ونحو ذلك ، لا يتقالونه ، لعلمهم بهذا الأجر العظيم ، والحمد لله اليوم الناس في خير ، ونرى الخير ، ولكن التذكير بهذا يحث على الإزدياد من الخير ، لأنه كلما زاد العبد في الخير ازداد لنفسه بالحسنات ، فلا يغفل عن هذا .
فينبغي أيضاً المسارعة في هذا ، تفطير الصائم شأنه عظيم ، فلا ينبغي أن يتقال الإنسان فيه شيئاً ، سواء يمد سفره أو بعض السفره ، أو يشارك في سفره في المسجد ، أو عمالاً من المحاويج الضعفاء الفقراء إذا راهم يحتاجون إلى شيء من ذلك أعطاهم ، أو جيران له أيضاً قد يكون لك جيران من أهل البلد، وهذه مسألة مهمة يوجد في قرانا ومدننا بجوارنا ، أو من يعرفه من قراباتنا واصدقائنا من أهل البلد من هم في حاجة ، فيجب أن يغنو ولكنهم لا يسألون الناس الحافاً ، فإذا وضعت عند هؤلاء فأعظم بها وأعظم ، لأن هؤلاء لا يسألون الناس الحافاً فإذا اعطيتهم افطارهم لرمضان كاملاً ، أو جئت لهم من الأرزاق ما يقوم به حالهم في رمضان ، فذلك أجر عظيم عند الله – تبارك وتعالى – .