شرط القبول السعي أن يجتمعا فيه إصابة وإخلاص معًا

عدد الملفات المرفوعه : 1

ولنعلم أن هذه الأعمال الصالحة لا تنفع صاحبها إلا إذا كان من أهل التوحيد والإخلاص لله -تبارك وتعالى- ، والاتباع لما جاء به النبي -ﷺ- ؛ فكل عملً أُشرك فيه مع الله ؛ لا حاجة لله به (أنا أغنى الشركاء عن الشرك من عمل عملًا أشرك معي فيه غيري تركته وشركه) وكل عمل لم يكن على سنة رسول الله -ﷺ- لا يكون عند الله مقبولًا لقوله -عليه الصلاة و السلام- : ( من عمل عملًا ليس عليه أمرنا فهو رد ) قال -جلا وعلا- : (فَمَن كَانَ يَرْجُو لِقَاءَ رَبِّهِ فَلْيَعْمَلْ عَمَلًا صَالِحًا وَلَا يُشْرِكْ بِعِبَادَةِ رَبِّهِ أَحَدًا (110)) قال -جلا وعلا- : (الَّذِي خَلَقَ الْمَوْتَ وَالْحَيَاةَ لِيَبْلُوَكُمْ أَيُّكُمْ أَحْسَنُ عَمَلًا ۚ وَهُوَ الْعَزِيزُ الْغَفُورُ (2)) ، قال أبو علي الفضيل بن عياض -رحمه الله- أتدرون ما أحسن عملًا ؟ قالوا لا يا أبا علي ، قال : أخلصه وأصوبه ، أخلصه لله ، وأصوبه على سنة رسول الله -ﷺ- ثم قال : إن العمل إذا كان خالصًا لله ولم يكن صوابًا لم يُقبل ، وإذا كان صوابًا ولم يكن خالصًا لم يُقبل حتى يكون خالصًا صوابًا

شرط القبول السعي أن يجتمعا فيه إصابة و إخلاص معًا

فلا بد من إخلاص الأعمال لله -تبارك وتعالى- ، وذلك بتجريد التوحيد ؛ توحيد العبادة لله -سبحانه وتعالى- ؛ فلا يُعبد إلا هو -سبحانه وتعالى- وحده لا شريك له ، لا يُصَلَّىٰ إلا له ، لا يُسجد إلا له ، لا يُركع إلا له ، لا يُصام إلا له ، لا يُحج إلا له ، لا يُذبح إلا له ، لا يُنذر إلا له ، لا يُحلف إلا به -سبحانه وتعالى- لا يُتوكل إلا عليه ، لا يُرجى إلا هو ، لا يُخشى إلا هو ، لا يُرهب إلا هو ، وهكذا بقية أعمال القلوب لا يجوز أن تصرف إلا له -سبحانه وتعالى- من الخوف ، والرجاء ، والرغبة ، والرهبة ، والخشية ، والإنابة ، والخشوع ، والخضوع ، والخوف ، والتوكل.

هذه كلها لا يجوز صرفها إلا لله ؛ من صرف شيئًا منها لغير الله فهو مشركٌ كافر -نسأل الله العافية والسلامة- وهكذا متابعة النبي -ﷺ- ؛ فالدين ما شرعه رسول الله -ﷺ- ؛ فإن عمل إنسانٌ عملاً ليس موافقًا لسنة النبي -ﷺ- رُدَّ عليه ، واقرؤوا قول الله -جل وعلا- {وُجُوهٌ يَوْمَئِذٍ خَاشِعَةٌ ﴿٢﴾ عَامِلَةٌ نَاصِبَةٌ ﴿٣﴾ تَصْلَىٰ نَارًا حَامِيَةً ﴿٤﴾.

عاملة في هذه الدنيا ساعية كادحة ناصبة متعبة نفسها والنتيجة : تصلى على نار الحامية -نسأل الله العافية والسلامة- أما أن يكون بسبب شركها ، وإما أن يكون بسبب ببدعتها -عياذًا بالله من ذلك- ؛ فهذا العمل لا يقبل إذا لم يكن خالصًا لله لا يقبل ، وإذا لم يكن صوابًا على سنة رسول الله -ﷺ- لا يقبل كما قال -جل وعلا- في المشركين : {وَقَدِمْنَا إِلَىٰ مَا عَمِلُوا مِنْ عَمَلٍ فَجَعَلْنَاهُ هَبَاءً مَّنثُورًا (23).


شاهد-على-اليوتيوب

  • 1442/07/10
  • مشاهدات : 1٬848
  • مشاركة :
حقوق النشر لكل مسلم بشرط ذكر المصدر.
تنفيذ : تصميم مصري