وأوصيكم بالتمسك بدين الإسلام ولا سيما وأنتم في بلاد الكفر ؛ فإن هذا الدين قد بدأ غريبًا وسيعود غريبًا كما بدأ فطوبى للغرباء ، ومن هم الغرباء؟
قد جاءت لهم صفاتٌ متعددة هم الذين يحيون ما أمات الناس من سنته -عليه الصلاة والسلام- وهم الذين يدعون إلى سنته -عليه الصلاة والسلام- ، وهم الذين يتمسكون بسنته -عليه الصلاة والسلام- في حين أن غيرهم يتركها ، وهم الذين يصبرون على هداية الناس ودعوتهم إلى الخير والهدى والرشاد في حين أن غيرهم لا يقوم بذلك ، وهم الذين يقومون بإنكار الباطل ورد الضلال في حين أن غيرهم يسكتون عن ذلك ؛ هؤلاء هم الغرباء ، ونحن الآن في آخر الزمان يا معشر الإخوان غربة الإسلام ؛ غربةٌ عظيمة في كثيرٍ من بلدان المسلمين أصبح الإسلام غريبًا ؛ فكيف ببلاد الكفر ؟!
هذا أشد وأشد فتجد المسلم في بلاد الكفر أحيانًا لا تعرفه حتى يحصل بينك وبينه سبب فتحتك به فتعرف أن اسمه أحمد أو اسمه محمد أو اسمه عبدالله أو نحو ذلك فتعرف أنه مسلم ، أما من مظهره فربما ما تعرفه ولا تميزه لأنه قد انصبغ بصبغة الكفار في هيئته في لباسه في شكله في هندامه -فنعوذ بالله من ذلك- ويزيد على ذلك حتى اللغة يصبح يتكلم بلغتهم ، ويرى أن لغة العربية ولغة القرآن الكريم عيبٌ وعارٌ وشنارٌ عليه أن يتحدث بها إذا كان في بلاد الغرب ؛ هذه مصيبةٌ عظيمة.
وهكذا في بلاد الإسلام الآن نحن نرى هذا …