وأهل التغريب يشتغلون -أهل التغريب قبحهم الله- يشتغلون على أشدهم مستعدون في باطلهم ، ومشمرون في نصرة باطلهم ؛ هذا داعٍ إلى العلمانية ، وهذا داعٍ إلى الليبرالية ، وهذا داعٍ إلى القومية ، وهذا داعٍ الى الاشتراكية ، وهذا داعٍ الى الشيوعية ، وهذا داعٍ الى البعثية ، وهذا داعٍ إلى الحداثة ، وهذا داعٍ الى كل ضلال ؛ فرقٌ شتى كلها يجمعها أم رئيسهم هو الشيطان الرجيم هم حزب ابليس ، {أُولَٰئِكَ حِزْبُ الشَّيْطَانِ ۚ أَلَا إِنَّ حِزْبَ الشَّيْطَانِ هُمُ الْخَاسِرُونَ} {فَقَاتِلُوا أَوْلِيَاءَ الشَّيْطَانِ ۖ إِنَّ كَيْدَ الشَّيْطَانِ كَانَ ضَعِيفًا}.
فيجب على من آتاه الله علمًا ، ونور بصيرته ، وفقهه في الدين ، أن يبين حال هؤلاء ، وأن يحذر الناس منهم إذا لم يعرفهم بأسمائهم حذر منهم ، وحذر من مذاهبهم ، ومناهجهم الفاسدة ؛ فالليبراليون الآن منتشرون في العالم الإسلامي -نسأل الله أن يقمعهم ، وأن يكبتهم ، وأن يقطع دابرهم ، وأن يقطع ألسنتهم ، وأن يخزيهم ، وأن يفضحهم لكل مسلمٍ حتى يعرفهم على حقيقتهم الخبيثة-
هؤلاء هم الليبراليون ، والعلمانيون كذلك ، وقد قاموا مدة من الزمن ولكنهم الآن انطفأ ذكرهم وإن كانوا يشتغلون في الخفاء نحن موقنون بذلك ولكن في هذه الآونة تنتشر اللبرالية الخبيثة الفاجرة الماجنة التي جاءت من بلاد الكفر وأرادوا أن يُوَّرِدُوها وَيُورِدوها علينا في بلاد الإسلام ، ويريدون المسلمين أن يعتنقوها -قبح الله دعاتها-
دُعَاةُ سُوْءٍ إِلَى السَّوْأى تَشَابَهَتِ الْـ
قُلُوْبُ مِنْهُمْ وفي الإضْلاَلِ قَدْ جَهِدُوا
مَا بَيْنَ مُسْتَعْلِنٍ مِنْهُمْ وَمُسْتَتِرٍ
وَمُسْتَبِدٍّ وَمَنْ بِالْغَيْرِ مُحْتَشِدُ
لَهُمْ إِلَى دَرَكَاتِ الشَّرِّ أَهْوِيَةٌ
لَكِنْ إِلَى دَرَجَاتِ الخَيْرِ مَا صَعَدُوا
-نسأل الله العافية والسلامة- ؛ يتبجحون الآن بحرب الإسلام ، ويتبجحون بالمناداة بتنحية الإسلام ، ويتبجحون بكل وقاحة وقلة حياء من الله ومن خلقه من أهل الإسلام في بلدان المسلمين ، يتبجحون بدعوة لعزل الإسلام ، وترك الناس كما يقولون في حرياتهم كالبهائم يفعلون ما يشاؤون يعيشون كالبهائم -نسأل الله العافية والسلامة- ؛ فهؤلاء معاشر الأحبة إذا كانوا في بلاد المسلمين يحاربون الإسلام ، ويحاربون أهل الإسلام ، ويتنقصون علماء الإسلام ، ويتفكهون بهم ، ويتندرون بهم ، ويضحكون عليهم ويحاولوا أن يظهروا صورتهم بصورة رجعية والتخلف وعدم المعرفة والمواكبة للعصر ليضحكوا من ضعف إيمانه ؛ يضحكوهم على أهل العلم والدين وأهل التقى والزهد ، وأهل الورع والعبادة ، ويصوروهم لهم بأنهم لا يعرفون شيئًا من أمور الدنيا ، ولا يحسنون أمور الدنيا ، ولا يصلحون لأن يقودوا الناس في الدنيا هكذا يقولون ، وهكذا يصورون -قبحهم الله وهتك أستارهم وأطفأ نارهم نسأل الله العافية والسلامة- …
… ذهبوا إلى بلاد الكفار وبدؤوا يتلقون عليهم ، ويدرسون عليهم ، واقتنعوا بأفكارهم هذه أفكارهم هذه الخبيثة ليحملوها بعد ذلك ، ويأتون بها إلينا لأن الكفار لما أيسوا من أن يؤثروا في المسلمين هم بأنفسهم فلا يمكن أن يستمع أهل الإسلام لجورج ، ولا لأنطوان ، ولا لتوني ، ولا لأمثالهم جعلوا من يأتيك بعد ذلك اسمه محمد ، واسمه عبدالرحمن ، واسمه إبراهيم ، واسمه عبدالله ، واسمه أحمد ونحو ذلك ، ولكنه يحمل أفكارهم الخبيثة فيؤدي عنهم المهمة ؛ فهؤلاء كما يقال :
أَبْنَـاءُ جِلْدَتِنا وَ غَــرْسُ رُبُــوعِنـا
لكِنُّـهم فِي دِيْـنِـنـا دُخـَـلاءُ
يَا أُمَّةَ الإسْلَامَ فَوْقَ رُؤُوسِهِمُ
سُلُّوا السِّيوفَ فَأَنتُمُ الْبُرَءَاءُ
وسيوف أهل الإسلام هي سيف البيان ، سيف البيان أهل العلم عندهم سيف البيان آتاهم الله -سبحانه وتعالى- حجة البيان التي يُعَرُّون بها أعداء الإسلام فمثل هؤلاء الذين يرسلهم الغرب إلى بلدان المسلمين بأسماء المسلمين وبزي المسلمين وهم من بلاد المسلمين يؤدون المهمة عنهم يجب أن يوقف لهم بالمرصاد ، وأن يوقف منهم وقفة قوية وخصوصًا إذا دخلوا إلى بلاد المسلمين وبدؤوا يبثون أفكارهم كما نلاحظه في هذه الأيام أخذوا أفكار هؤلاء الكفار وبدأوا يروجون لها في بلادنا بلاد الإسلام ولا سيما ما نسمعه في هذه الآونة في بلاد الحرمين الشريفين من دعاة الليبرالية -قبحهم الله وأخزاهم- ، وقبلهم العلمانية -قبحهم الله وأخزاهم- ، وقبلهم الحداثة -قبحهم الله وأخزاهم-، وقبلهم القومية -قبحهم الله وأخزاهم- ، وقبلهم الشيوعية -قبحهم الله وأخزاهم- ، ولكن الله ناصر دينه ولكن بشرط {إِن تَنصُرُوا اللَّهَ يَنصُرْكُمْ وَيُثَبِّتْ أَقْدَامَكُمْ} { وَالَّذِينَ كَفَرُوا فَتَعْسًا لَّهُمْ وَأَضَلَّ أَعْمَالَهُمْ} [محمد : ٧-٨] .
فالواجب علينا معشر الإخوان أن نجتهد في هذا الباب ؛ فنحرص على التمسك بديننا ونعلمه أبناءنا ، ونعلم أن هذا الباب باب جهاد عظيم لا بد فيه من الصبر والاحتساب ..