أيها المؤمنون داعٍ إلى الشرك طالعٌ علينا برأسه، داعٍ إلى حُرّيّة الإعتقاد كما زعموا -قبّحهم الله- أطلعَ علينا رأسَه القبيح وأطلق لسانه البذيء في هذه الأيام ، دعوى الحرية الشخصية دعوًى خبيثة.
إنّ الحريّة يا عبادَ الله لها حدودٌ جاء بها الشرع ، فما أباح لكَ فيه الاختيار ، فأمره عائد إليك ، وما لا يجوز لك ، فليس لك فيه إلاّ الإتباع والاقتداء بهذا النبيّ -ﷺ-.
فالإنسان مُخيّر في أشياء، ومُسيّر في أشياء ، والله -سبحانه وتعالى- هو الذي اختار لعباده ما يَصلُحُ لهم ، ويُصلِحُ لهم دنياهم ، ويُصلِحُ لهم أُخراهم ، فما علينا معشرَ الإخوة إلاّ الإتباع ، والحذرَ الحذر مِن اتباع هذه الدعوات الباطلة ، الضالة المُضلِّلة، إنّه ما اتّبعها مَن اتّبعها إلاّ بسببِ ضعف اليقين ، وقلّةِ العلم بما جاء عن ربّ العالمين ، وجاء به رسوله الكريم -ﷺ- ، (إنه من يعش منكم فسيرى اختلافاً كثيراً ، فعليكم بسنتي وسنة الخلفاء الراشدين المهديين تمسكوا بها وعضوا عليها بالنواجذ ، وإياكم ومحدثات الأمور ، فإنّ كلّ محدثة بدعة ، وكلَّ بدعة ضلالة) ، وصحَّت زيادةٌ عنه -ﷺ- عند النسائي وغيره بإسناد صحيح : (وكلُّ ضلالة في النار).
معشرَ المسلمين هكذا قال نبيّكم -ﷺ- إذا نزلت الفتن وطبّق الخلافُ الأرض فإنّ المخرَج يا عبادَ الله إنّما هو في التمسكِ فيما جاء به -صلوات الله وسلامه عليه- وما جاء به من بعده خلفاؤه الراشدون -رضي الله تعالى عنهم أجمعين- ، وما سار عليه أصحابه البررة -رضي الله عنهم أجمعين-
فالطريق هو الذي ساروا فيه، وما خالفه فليس بالطريق كما قال الإمام مالك -رحمه الله-: (لن يصلح آخر هذه الأمة إلاّ ما أصلح أوّلَها) ..