أما بعد : فأيها الناس ثبت عن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- عن طريق عدد من الصحابة -رضي الله عنهم- أنه قال : (افترقتِ اليهودُ على إحدَى وسبعينَ فرقةً , وافترقتِ النصارَى على اثنتَينِ وسبعينَ فرقةً , وستفترقُ هذه الأمةُ على ثلاثٍ وسبعينَ فرقةً كلُّها في النارِ إلا واحدةً)، قيل : من هي يا رسولَ اللهِ؟ ، فقال -صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّمَ- : (مَن كان على مِثلِ ما أنا عليه اليوم وأصحابِي) ، أيها المسلمون أنتم ترون وتسمعون في هذا الحديث الصحيح عنه -عليه الصلاة والسلام- أن المخرج حين حصول الفرقة وحين حصول الاختلاف ، وحين حصول الشر في آخر الزمان ؛ إنما هو فيما وصفه رسول الله -صلى الله عليه وسلم- وهو : التمسك بما جاء به ، وبقي عليه ، وعاش عليه حتى فارق هذه الدنيا -صلوات الله وسلامه عليه- وتبعه عليه أصحابه بدأ بخلفائه الراشدين المهديين أبي بكر وعمر وعثمان وعلي وبقية الصحابة أجمعين ، إن الطريق إلى الجنة هو الذي بقي عليه أصحاب رسولكم -صلى الله عليه وسلم- ، فما كان ذلك اليوم ديناً فهو الدين اليوم ، ومالم يكن ذلك اليوم ديناً فلن يكون اليوم ديناً .