أيها المسلمون : إننا في هذا الزمن قل فيه العلم الشرعي ، قل العلم الموروث عن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- ، وذلك بذهاب العلماء وقلتهم في هذا العصر ، وكثرة المتحذلقين من السفهاء ، ومن المتشبهين بالعلماء وليسوا هم بعلماء والله ، كثر الجهل عم الجهل ، قلت المعرفة بالسنة ، فشت أمية لكنها جديدة ، أمية ليست كالأمية الأولى ، أكثر الناس يقرؤون ويكتبون لكن الحظ من العلم الشرعي الذي جاء به رسولنا -صلى الله عليه وسلم- قد أضحى قليلاً ، بل وإن شئتم أن أقيم لكم شاهداً لا نختلف أنا وأنتم عليه هو ما ترونه وتسمعونه ، إذا تميز الشاب في دراسته فتخرج من الثانوية بدرجات عالية متفوقاً فيها قيل له : يا بني أقبل على كليات الشريعة وتعلم سنة نبيك -صلى الله عليه وسلم- ، وتفقه في الدين عسى الله أن ينفع بك المسلمين ، قال القائلون المشغبون : أبعد هذه الدرجات يذهب إلى كلية الشريعة ، لماذا لا يذهب إلى الهندسة؟ ، لماذا لا يذهب إلى الصناعة ؟ ، لماذا لا يذهب إلى البترول ؟ ، لماذا لماذا لا يذهب إلى كذا وإلى كذا ، الله أكبر ، الله أكبر هان على هؤلاء العلم بدين الله والمعرفة بشرعه فأصبحت لا تساوي شيئاً مع ما يقصد من عرض الدنيا ، هذه والله هي المصيبة ، وهي الانتكاسة في العقول ، وهي ضحالة الفهم -عافانا الله وإياكم من ذلك- ، إن الأمة اليوم بحاجة إلى علماء ربانيين صادقين ناصحين صابرين ، ناصحين للناس يهدونهم بدين الله -جل وعلا- ، يبصرونهم به من العمى ، ويحيون به من ضل ، ويعيدونه إلى طريق الهدى ، هؤلاء العلماء هم اللذين يحفظ الله بهم الأمم .
أيها الناس: إنكم في هذا العصر بحاجة ماسة أكثر من أي عصر مضى إلى أن تحثوا أبنائكم على سلوك طريق العلم الشرعي الذي يستنيرون به وينيرون به بإذن الله ، ولاسيما وقد كثر المضللون للناس في هذه الآونة الأخيرة في هذه القنوات وهذه الوسائل المتعددة ، فضل كثير من الناس بسبب من تظاهر للناس بأنه عالم وليس بعالم .