وما أرسلناك إلا رحمة للعالمين – الشيخ : محمد بن هادي المدخلي

عدد الملفات المرفوعه : 1

قال تعالى : {وَمَا أَرْسَلْنَاكَ إِلَّا رَحْمَةً لِّلْعَالَمِينَ (107)} سورة الأنبياء .

فهو رحمة لأمة الدعوة ولأمة الإجابة ، فأما كونه رحمةً لأمة الدعوة ما نقصد بهم العموم عموم الناس عموم الخلق ، (وَمَا أَرْسَلْنَاكَ إِلَّا كَافَّةً لِّلنَّاسِ بَشِيرًا وَنَذِيرًا)(سورة سبإ) ، كونه رحمةً لهم لينقذهم من ظلمات الكفر والشرك والضلال ، ويخرجهم من الظلمات إلى النور ويهديهم بإذن الله -تبارك وتعالى- إلى الحق والهدى ، (يَا أَيُّهَا النَّبِيُّ إِنَّا أَرْسَلْنَاكَ شَاهِدًا وَمُبَشِّرًا وَنَذِيرًا * وَدَاعِيًا إِلَى اللَّهِ بِإِذْنِهِ وَسِرَاجًا مُنِيرًا * وَبَشِّرِ الْمُؤْمِنِينَ بِأَنَّ لَهُمْ مِنَ اللَّهِ فَضْلًا كَبِيرًا *)(سورة الأحزاب) ، فهو رحمة -صلوات الله وسلامه عليه- لأمة الدعوة ، لأهل الكفر من هذه الناحية ، ورحمة لأهل الإيمان لأهل الإسلام لأمة الإجابة ، إذ بين لهم الحق وبين لهم الحلال وبين لهم الواجبات والمندوبات ، وحضهم على ذلك وحثهم عليه ورغبهم فيه ، وبين لهم الشر بأنواعه وأنواع المعاصي وذكر جزاءها وعقوبتها في الدنيا والآخرة ، وحذرهم منها ؛ لأن لا يقعوا فيها ، فكان رحمةً -صلوات الله وسلامه عليه- للعالمين كما قال ربنا -تبارك وتعالى- ، فهو رحمة للكفار لو آمنوا به واتبعوه ، ينقذهم الله من النار ، ورحمة لأهل الإيمان حينما يعملون بما جاء به ، ويحذرون ما حذرهم منه ، فلا يصيبهم العذاب من الله -تبارك وتعالى- .


شاهد-على-اليوتيوب

  • 1442/08/05
  • مشاهدات : 1٬627
  • مشاركة :
حقوق النشر لكل مسلم بشرط ذكر المصدر.
تنفيذ : تصميم مصري