صوم رمضان من المعلوم من الدين بالضرورة

عدد الملفات المرفوعه : 1

والصوم من المعلوم من الدين بالضرورة ، فهو فرض معروف حكمه يعرفه العام والخاص ، وتوارثه الخلف عن السلف ، وقد دل عليه كتاب الله – تبارك وتعالى – وسنة رسوله ﷺ ؛ فأما كتاب الله – جل وعلا – فقوله – جل وعلا – : (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا كُتِبَ عَلَيْكُمُ الصِّيَامُ كَمَا كُتِبَ عَلَى الَّذِينَ مِن قَبْلِكُمْ لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ (183)) ومعنى كتب : فرض ، وقوله – تبارك وتعالى – أيضًا : (شَهْرُ رَمَضَانَ الَّذِي أُنزِلَ فِيهِ الْقُرْآنُ هُدًى لِّلنَّاسِ وَبَيِّنَاتٍ مِّنَ الْهُدَىٰ وَالْفُرْقَانِ ۚ فَمَن شَهِدَ مِنكُمُ الشَّهْرَ فَلْيَصُمْهُ ۖ وَمَن كَانَ مَرِيضًا أَوْ عَلَىٰ سَفَرٍ فَعِدَّةٌ مِّنْ أَيَّامٍ أُخَرَ ۗ يُرِيدُ اللَّهُ بِكُمُ الْيُسْرَ وَلَا يُرِيدُ بِكُمُ الْعُسْرَ وَلِتُكْمِلُوا الْعِدَّةَ وَلِتُكَبِّرُوا اللَّهَ عَلَىٰ مَا هَدَاكُمْ وَلَعَلَّكُمْ تَشْكُرُونَ (185)) فقوله – تبارك وتعالى – في هذه الآية : (فَمَن شَهِدَ مِنكُمُ الشَّهْرَ فَلْيَصُمْهُ) الأمر فيها للوجوب ، وبعض الفقهاء يكتفي بها عن الآية الأولى ، فإن قوله تعالى : (فَمَن شَهِدَ مِنكُمُ الشَّهْرَ فَلْيَصُمْهُ) قد جاءت بعد قوله تعالى :(وَعَلَى الَّذِينَ يُطِيقُونَهُ فِدْيَةٌ طَعَامُ مِسْكِينٍ ۖ فَمَن تَطَوَّعَ خَيْرًا فَهُوَ خَيْرٌ لَّهُ ۚ وَأَن تَصُومُوا خَيْرٌ لَّكُمْ ۖ إِن كُنتُمْ تَعْلَمُونَ (184)شَهْرُ رَمَضَانَ الَّذِي أُنزِلَ فِيهِ الْقُرْآنُ هُدًى لِّلنَّاسِ وَبَيِّنَاتٍ مِّنَ الْهُدَىٰ وَالْفُرْقَانِ ۚ فَمَن شَهِدَ مِنكُمُ الشَّهْرَ فَلْيَصُمْهُ) ، فهذه الآية الأمر فيها للوجوب ، وهي بعد الآية السابقة ، فهي ناسخة للتخيير بين الصيام والإطعام في حق القادر على مذهب الجماهير وهو الصحيح ، ومن السنة قوله – عليه الصلاة والسلام – : (بني الإسلام على خمس – فذكر منها – صيام شهر رمضان) والأحاديث الدالة على هذا الأمر عن النبي ﷺ كثيرة ، متضافرة ، وأما الإجماع فقد أجمعوا على أن من أنكر وجوب صيام شهر رمضان فإنه كافر مرتد ، بل هذا الأمر معلوم ، والصيام قد كان معلومًا عند الجاهلية قبل الإسلام ، كما جاء ذلك في حديث أم المؤمنين عائشة المتفق عليه ، وكما جاء أيضًا في حديث ابن عمر – رضي الله عنهما – في البخاري من أن قريشًا كانت في الجاهلية تصوم يوم عاشوراء ، وقد صامه النبي ﷺ ، فلما هاجر إلى المدينة – هذا في الصحيح – وفرض الصوم كان بعد ذلك من شاء صامه يعني يوم عاشوراء ومن شاء ترك ، الشاهد أن العرب كانوا يعرفون الصيام قبل الإسلام ، كانوا يستعملونه كما ثبت في هذا الحديث حديث أم المؤمنين عائشة وحديث ابن عمر ، كانوا يعرفونه ويستعملونه قبل بعثت الني ﷺ ، وهكذا جاء أيضًا في حديث عبدالله بن عمر – رضي الله عنهما – مثل حديث أم المؤمنين عائشة من أن قريشًا كانت في الجاهلية تصوم عاشوراء ، فلما صامت قريش صام النبي ﷺ معهم ، فلما هاجر إلى المدينة كان بعد ذلك بعد فرض رمضان الأمر فيه على السعة .


  • (مقتطف من شرح كتاب الصيام من الشرح الممتع على زاد المستقنع).

شاهد-على-اليوتيوب

  • 1442/08/24
  • مشاهدات : 1٬204
  • مشاركة :
حقوق النشر لكل مسلم بشرط ذكر المصدر.
تنفيذ : تصميم مصري