1 – وقفة مع البشارة والتهنئة بشهر رمضان :
وقفة مع البشارة والتهنئة بشهر رمضان ، شهر رمضان شهر الخيرات والبركات ، شهر تعظم فيه الرحمات ، وتعظم فيه مغفرة رب الأرض والسماوات ، وهو خير للمؤمنين مما يجمعه الناس في دنياهم ؛ ولذا حق لأهل الايمان أن يحبوا شهر رمضان ، وأن يفرحوا بشهر رمضان ، وأن يهنئ بعضهم بعضًا بشهر رمضان ، فقد كان حبيبنا وإمامنا وقرة أعيننا ﷺ يبشر أصحابه بشهر رمضان ، وفي ضمن ذلك تهنأتهم بشهر رمضان ، فكان ﷺ يقول : (إذا جاء رمضان فتحت أبواب الجنة ، وغلقت أبواب النار ، وسلسلت الشياطين) ، وكان ﷺ يقول لأصحابه : (أتاكم رمضان ، شهر مبارك ، كتب الله – عز وجل – عليكم صيامه ، تفتح فيه أبواب السماء ، وتغلق فيه أبواب الجحيم ،وتصفد فيه مردة الشياطين ، لله فيه ليلة خير من ألف شهر ،من حُرم خيرها فقد حُرم) يالها من بشارة ، ويالها من تهنئة بهذا الشهر العظيم ، (أتاكم رمضان) إنه اسم يدخل السرور على قلوب المؤمنين ، شهر مبارك باركه الله – عز وجل – ، وجعل فيه البركة للمؤمنين ، (كتب الله عليكم صيامه) ففيه الصيام المفروض ، وفيه من الخيرات.
2 – وقفة مع البشارات بشهر رمضان :
وقفة مع البشارات بشهر رمضان ، صح عن نبينا ﷺ أنه قال : (إذا كانت أول ليلة في رمضان فتحت أبواب الجنة فلم يُغلق منها باب ، وغلقت أبواب النار فلم يفتح منها باب ، وينادي مناد : ياباغي الخير أقبل ، ويا باغي الشر أقصر ، ولله عتقاء من النار وذلك في كل ليلة) ، ما أعظمها من خيرات ، إذا كانت أول ليلة والحظ يا أخي فإن الخير في رمضان من أول دقيقة يدخل فيها رمضان ، فلا تفرط في أول ليلة ، اشرع حال علمك بدخول شهر رمضان في الخيرات والأعمال الصالحات ، لا تفوت القيام في أول ليلة ، في تلك الليلة ، ومن تلك الليلة ، وفي سائر ليالي رمضان ، وأيام رمضان تفتح أبواب الجنة ، فهي مفتوحة لطلابها ، لا يُغلق منها باب ، وتغلق أبواب الجحيم فلا يُفتح منها باب ، وينادي مناد : يا باغي الخير أقبل ، فهذا وقت الخير ، ويا باغي الشر أقصر ، أترك الشر فإن هذا ليس زمان الشر ، ليس المقصود أن الذي يريد الشر يترك الخير في رمضان ، أبدًا ، وإنما المقصود أن الذي يريد الشر في سائر أيامه ينبغي عليه هنا أن يطلق الشر ، وأن يترك الشر فهذا أوان الخير ، وموسم الخير ، ثم لله عتقاء من النار في هذا الشهر ، ليس في آخره ، وإنما في كل ليلة ، ففي كل ليلة عند الفطر يعتق الله – عز وجل – ما شاء من النيران ، فأسأل الله – عز وجل – ان يجعلني وإياكم ممن يبادر بالخيرات .
3 – ذكرى وعبرة بمقدم شهر رمضان :
4 – وقفة مع أحوالنا مع رمضان :
5 – الصيام :
6 – وقفة مع الصيام :
فمعاشر الإخوة والأخوات في هذه الحلقة وقفة مع الصيام ، الصيام في شهر رمضان هو خير الصيام ، لأنه قد افترضه الله -عز وجل- علينا ، وجعله فريضة علينا ، والصيام مقامه عظيم ، وشأنه عظيم ، وأجره عميم ، يقول النبي ﷺ : (كل عمل ابن آدم له ، الحسنة عشر أمثالها إلى سبعمائة ضعف ، إلا الصوم يقول الله – عزوجل – : فإنه لي وأنا أجزي به) الله أكبر ، كل عمل صالح يُضاعف للإنسان الحسنة بعشر أمثالها إلى سبعمائة ضعف إلا الصوم فإنه لا يعلم قدر ثوابه إلا الله – سبحانه وتعالى – إنه لله ، الله أكبر ، الله أكبر يا أخي ، تأمل هذه الجملة العظيمة ، الله – عزوجل – يقول عن الصوم : (فإنه لي) ، والله لو لم يرد في فضل الصوم إلا هذه الجملة لكان ذلك حقيقًا بالمؤمن أن يعظمه تعظيمًا شديدًا ، ومعنى : (فإنه لي) أي أن الغالب أن المؤمن يكون مخلصًا فيه لله – عزوجل- ، فكان الجزاء من جنس العمل ، فجعل الله – عزوجل – ثوابه له – سبحانه – ، وهو أكرم الأكرمين يُضاعفه أضعافًا مضاعفة ، ولذلك كان الصوم لا يعدله شيء من الأعمال ، فكانت وصية النبي ﷺ لمن طلب منه أن يذكر له عملاً يلزمه ، قال : (عليك بالصوم فإنه لا مثل له) ، الزم الصوم فإنه لا مثل له ، هذا في النافلة فكيف بالفريضة التي هي في أيام شهرنا هذا ، لا شك أنه لا مثل لها ، وأنه ينبغي علينا أن نلزمه لزومًا تامًا ، وأن نحسنه إحسانًا تامًا لعل الله – عزوجل – أن يتقبله منا ، وأن يضاعفه لنا أضعافًا كثيرة .
7 – وقفة مع القيام في رمضان :
في هذه الحلقة نتكلم عن القيام ، القيام من الأعمال الصالحة العظيمة التي يعظم شأنها في شهر رمضان ، القيام في ليل رمضان شرعه الله – عزوجل – لنا في سائر ليالي العام ولكنه في ليال رمضان يعظم فضله ويكبر أجره ،ولذلك يقول النبي ﷺ :(من قام رمضان ايمانًا واحتسابًا غفر له ما تقدم من ذنبه) ، من قام رمضان أي صلى في ليالي رمضان ؛ والحظ يا أخي ويا أختاه أن النبي ﷺ قال : (من قام رمضان) فحرص على قيام رمضان كله من أوله إلى آخره ، (ايمانًا) ايمانًا بربه ، وايمانًا بفضيلة القيام في شهر رمضان ، واعتقادًا لذلك أي احتسابًا لهذا الأجر ، وإخلاصًا لله – عزوجل – ، ما جزاءه ؟ ؛ غفر له ما تقدم من ذنبه ،ليس ذنب سنة ، ولا ذنوب سنتين ، وإنما ما تقدم من ذنبه ، وقد ذهب جمهور العلماء إلى أن الذنب هنا هو صغائر الذنوب ؛ أما الكبائر فلابد لها من توبة ، فما أجمل يا عبد الله ما أجمل أن تقوم شهر رمضان ، ولا يشترط عدد معين ، لو أنك ياعبد الله قمت بتسليمتين وأوترت بواحدة فقد قمت ، ولو زدت لكان خيرًا ، إذا قمت رمضان مُحتسبًا مؤمنًا بهذا الفضل غفر لك ما تقدم من ذنبك ، فما أجمل أن تفعل هذا مع أن تضم إلى ذلك التوبة ،والعزيمة الصادقة على أن يكون شهر رمضان فاصلاً بينك وبين ذنوبك السابقة ، ما مضى قد مضى ، فتفصل وتعزم على أنك في قابل الأيام لن تفعل الكبائر التي كنت تفعلها ،ولن تفعل الذنوب التي كنت تفعلها ، فيغفر لك ذنبك كله ،الكبائر تغفر بالتوبة ، والصغائر تغفر بقيامك لشهر رمضان .
8 – العشر الأواخر :
إن أفضل أيام الشهر ولياليه هي العشر الأواخر كان النبي يعظم اجتهاده في العشر الأواخر وهو الذي غفر له ما تقدم من ذنبه وما تأخر، ولكنه عبد شكور ، فأخبرت أمنا عائشة – رضي الله عنها – : (أنه كان إذا دخلت العشر شد مئزره ، وأحيا ليله ، وأيقظ أهله) فكان النبي ﷺ يعظم اجتهاده في العشر فيشد مئزره ، ومعنى (يشد مئزره) : قيل يربطه ، وهذا كناية عن اعتزال جماع النساء من أجل الاجتهاد في العبادة ، وقال بعض أهل العلم : “أنه يرفعه ، وهذا كناية عن الاجتهاد ، فإن الإنسان إذا اجتهد يشد ويرفع ثوبه من أجل أن يجتهد في العمل” ، ولا مانع من المعنيين ، فكان النبي ﷺ يجتهد ،ويعتزل جماع النساء من أجل أن يتفرغ لعبادة الله – عزوجل – في هذه العشر، وكان يوقظ أهله ، فيوقظ النساء،ويوقظ أهله من أجل إحياء الليل في العشر الأواخر، فيعظم اعتناءه ﷺ بإيقاظ أهله فيها ، وكان في العشر الأواخر يحيي ليله كله ، يحييه بذكر الله ، يحييه بقراءة القرآن، يحييه بالصلاة، ولكنه ما كان يصلي من أول الليل إلى آخره ، ولكنه كان يطيل الصلاة في العشر الأواخر أكثر من غيرها ، فكان يصلي في ليلة ثلاث وعشرين إلى ثلث الليل ، وفي ليلة خمس وعشرين إلى نصف الليل ، وفي ليلة سبع وعشرين يصلي إلى قرب الفجر ، فينبغي علينا أن نقتدي بحبيبنا وإمامنا ﷺ ، وأن يعظم اجتهادنا في هذه العشر.