وكان السلف – رحمهم الله – يسمونه أيضًا بشهر السياحة ، فهذه هي السياحة الحقيقية ، السياحة الحقيقية في أبواب الخير والطاعات ، لا التنقل بين البلدان ، وربما بلدان الكفر والفجور والمعاصي – والعياذ بالله – ، فقد كان السلف – رحمهم الله – يسمون هذا الشهر شهر السياحة ، فجاء عن أبي هريرة وجاء عن ابن عباس بسند صحيح أنهما فسرا قول الله – تبارك وتعالى – : (السَّائِحُونَ) قالا : الصائمون ، وجاء أيضًا عن عبدالله بن مسعود بإسناد حسن أيضًا ، هؤلاء جمع من الصحابة فسروا السياحة بالصيام ، والأحاديث الموقوفة عليهم جميعًا ثابتة ، حديث أبي هريرة ، وحديث ابن عباس إسناداهما صحيحان ، وحديث ابن مسعود حسن الإسناد ، وجاء هذا أيضًا عن جمع كبير من التابعين ، من أشهرهم أبو عبدالرحمن السلمي ، ومجاهد ، وسعيد بن جبير ، وعطاء ، والحسن البصري وغيرهم ، أنهم أطلقوا على الصيام السياحة ، فهو سياحة للمسلمين حقًا ، يسيحون فيها في طاعة الله – تبارك وتعالى – غير ساعين بأذى ولا مشقة ، لأنهم استلذوا هذه الطاعة رجاء ثوابها عن الله – تبارك وتعالى – ، وايمانًا وتصديقًا بما أخبر الله به في كتابه ، وأخبر به نبيه – صلى الله عليه وسلم – في صحيح سنته .
- (مقتطف من شرح كتاب الصيام من الشرح الممتع على زاد المستقنع).
