قد كان النبي – صلى الله عليه وسلم – يهتم بقراءة القرآن في رمضان ، وكان يدارسه – صلى الله عليه وسلم – في ذلك جبريل – عليه السلام – ، حتى كان العام الذي توفي فيه فدارسه القرآن مرتين ، وهذا استدل به أهل العلم على مشروعية تكرار الختمات في القراءة في رمضان ، (اقْرَؤُوا القُرْآنَ فإنَّه يَأْتي يَومَ القِيامَةِ شَفِيعًا لأَصْحابِهِ ، فإن لكم بكل حرف تقرأونه في الحديث الآخر عشر حسنات ، لا أقول ألف لام ميم حرف ولكن ألف حرف ولام حرف وميم حرف والحسنة بعشر أمثالها) فينبغي لنا أن نحث الناس على هذا ، ونكون أول المسارعين ، وقد أدركت أنا أحدثكم وأنتم ولله الحمد لعل بعضكم أدرك من الكبار في السن من يختم خمس عشرة ختمة في رمضان ، في كل يومين ختمة ، ثم أدركنا طبقة دونهم عشر ختمات ، وأعرف منهم قرابة السبعة لايزالون أحياء ، وأعرف منهم إلى الآن من يختم في الإسبوع مرتين ختمة ليلية وختمة نهارية إلى الآن ما تغير وضعهم مستمرون على هذا إلى الآن فقراءة القرآن من أعظم الطاعات التي يتقرب بها إلى الله في جميع الأوقات وفي شهر القرآن خاصة ، فإن النبي – صلى الله عليه وسلم – كان يدارسه جبريل هذا القرآن العظيم ، كان رسول الله – صلى الله عليه وسلم – أجود بالخير من الريح المرسلة ، فينبغي لنا أن نهتم بقراءة القرآن ، وألا يشغلنا عنه شاغل ، فمن كان عنده العمل في النهار فلابأس ليجعل قراءته العصر ، ولا يذهب عليه العصر وهو في الأسواق وراء المأكولات ، وإلا فليجعل منه جزءًا في الليل ولا يذهب عليه الليل وهو في السهرات التي لا فائدة فيها ، هذا القرآن العظيم يأتي يوم القيامة شفيعًا لأصحابه يقول مُحاجًا عن صاحبه : منعته النوم بالليل فشفعني فيه ، ويأتي الصيام ويقول : منعته الطعام والشراب بالنهار فشفعني فيه ، قال – صلى الله عليه وسلم – : (فيشفعان) ، وهما رفيقان ، هذا ظرف زمان نزول القرآن وهو رمضان ، وهذا الكتاب المبارك أنزل فيه (شَهْرُ رَمَضَانَ الَّذِي أُنزِلَ فِيهِ الْقُرْآنُ هُدًى لِّلنَّاسِ وَبَيِّنَاتٍ مِّنَ الْهُدَىٰ وَالْفُرْقَانِ) فالواجب علينا أن نعتني به .