4945 – حدَّثنا عمرُو بن عَونٍ، أخبرنا خالدٌ، عن يونسَ، عن عَمرو بن سعيد، عن أبي زُرعَةَ بن عمرو بن جرير عن جَرير قال: بايعتُ رسولَ الله ﷺ على السَّمْع والطَاعة، وأن أنْصَحَ لكُلِّ مُسلمٍ، قال: وكانَ إذا باعَ الشيءَ أو اشتَراه قال: أمَا إنَّ الذي أخَذنا منكَ أحبُّ إلينا مما أعطيناكَ فاخْتَر.
هذا الحديث في الصحيح ، أصله في الصحيح ، قوله – رضي الله عنه – : (وأن أنصح لكل مسلم) ، (بايعت رسول الله ﷺ على السمع والطاعة – يعني للأئمة – وأن أنصح لكل مسلم) يعني أبذل له النصح ، أخلص له في النصيحة ،ومن ذلك أنه كان إذا باع الشيء – رضي الله عنه – أو اشتراه قال : (أما إن الذي أخذناه أحب إلينا مما أعطيناك) يعني إذا باع السلعة يقول الثمن أحب إلي مما أعطيتك فأنت بالخيار إن أردت أن تأخذ السلعة فخذها فأنا قد بعتك ، وإن أردت أن تستعيد الثمن فخذ الثمن فأنا قد خيرتك ، ولكن إذا اشترى أيضًا قال إن الذي أخذناه أحب إلينا مما أعطيناك – يعني الثمن – أنت أخذت ثمنًا قيمة لهذه الدابة مثلاً ، قيمتها مثلاً 500 درهم ، الذي أخذناه منك أحب إلينا مما أعطيناك ، يعني أن دابتك تستحق هذا الثمن وزيادة ، فإن شئت أخذت وإن شئت أعدت ، فهذا مما ؟ ، هذا من تمام النصيحة ،حتى لا يحصل الغش منه لمن باع إليه أو اشترى منه ، فمن النصيحة لكل مسلم : النصيحة لمن تبيع منه أو تشتري منه ، وهذا باب عظيم من النصح في المعاملات مع الناس ، إذ لو بنيت المعاملات على النصح فيما بين الناس كما هو حال جرير بن عبدالله البجلي – رضي الله عنه – لكان الأمر على غاية التمام والاستواء ، ولما وجد غش في أسواق المسلمين ، والله المستعان ؛ فالنصيحة توجب عليك أنه إذا كانت السلعة التي اشتريتها تستحق أكثر أن تبين له ، والنصيحة أيضًا توجب إذا كانت السلعة التي أعطيته أياها لا تستحق هذا الثمن دفع لك فيها أكثر ، والثمن الذي أعطيت واستلمته أكثر مما تراه حقًا لها فالواجب عليك أيضًا أن تنصح له ، فهذا من النصح ، فتقول له : سلعتي حقيقة تستحق 1000 ريال وأنت أعطيتني 1200 ريال فإذا نفسك طيبة فالذي أعطيتني أحب إلي مما أخذت ، سلعتي ما تستحق هذا تستحق 1000 ريال ، فيقول لك : تستاهل ، طابت نفسك هذا من النصيحة ، أما إذا كنت تعلم أن السلعة لا تستحق إلا 500 وتبيعها عليه 1500 فأنت غاش ومحتال – نسأل الله العافية والسلامة – ، ومن يفعل هذا اليوم ؟! ، هؤلاء الذين قعد بينهم عمر – رضي الله عنه – للقضاء فما جاءه أحد شهرًا كاملاً يتقاضى إليه ، لم ؟ ،لأن الناس يبذلون من أنفسهم الحق ، فمن بذل من نفسه الحق قد أراح الخلق ، فالنصيحة توجب أن تقوم بالحق لك وعليك ، فهنا جرير بن عبد الله – رضي الله عنه – نفذ هذه البيعة التي بايعها رسول الله ﷺ وأعطاها لرسول الله ﷺ ومنها : النصح لكل مسلم ، فكانت هذه حاله حتى في البيع والشراء ، واليوم تأتي إلى الباعة فيقسم لك أن سلعته مافي مثلها في السوق ، وهو فعلاً لو دورت أنت مثلها في السوق يمكن ما تحصل ، في أردى شيء في السوق أحيانًا تكون أغش شيء في السوق هي مافي مثلها في الردى ففعلاً ، لكنه يطلب أكثر مما يستحق فهذا هو الغش الذي لا يجوز وهو ضد النصيحة ، فأخوك المسلم لا يحل لك أن تغشه ، من غش فليس منا ، ولو كان أعطاك عن طيب لأنه قد يكون مغفل ما يعرف السوق ، فتظلمه إذا ما أعطيته في ثمن فوق حقها فالواجب عليك أن تنصح له ، نعم .