4947 – عن حُذَيفة – رضي الله عنه – قال: قال نبيُّكُم ﷺ : (كُلُّ مَعروفٍ صَدَقَةٌ) رواه أبو داود .
أيضًا هذا حديث صحيح قال : نبيكم ﷺ : (كل معروف صدقة) ،النصيحة أعلى أنواع المعروف ؛ فهي صدقة ؛ فإذا نصحت للإنسان في البيع والشراء فهذا معروف ، وإذا نصحت للإنسان بالستر عليه بأن يستتر بستر الله -جل وعلا- ويقف عما عليه من انتهاك المحرمات وسترته فأنت قد عملت معروفًا ، إذا يسرت على معسر فأنت قد عملت معروفًا ، وهذا كله يحملك عليه حب الخير للناس ، والنصح للناس فهذا أيضًا من النصيحة لهم فلا يرونك إلا مسارعًا في أداء البر والخير إليهم من محبتك إياهم فكل معروف صدقة ومن هذا المعروف النصيحة ، وقد تعارف العقلاء على حسنها تعارف العقلاء على حسن النصيحة ، وجمالها وأنها خير فهي من أعلى أنواع المعروف وكل معروف صدقة يعني لك فيه أجر إذا ما عملت كل معروف كل نصيحة تعملها صدقة إذا نصحت للناس فأمرت بالصلاة هذا صدقة ، نصحت للناس نهيت عن منكر معين فهذا صدقة ، نصحت للناس بترك الغش هذا صدقة ، وهو من المعروف ، وقد تعارف الناس على حسنه وجماله ، نصحت للناس فبينت أن تأخير الصلوات عن أوقاتها لا يجوز من غير عذر فهذا صدقة ، نصحت للناس وبينت لهم حكم الصلاة جماعة مع المسلمين وفضلها وأنه لا يجوز لهم أن يتوانوا في هذا فهذا صدقة وهكذا ؛ فكل معروف صدقة بسبب هذه النصيحة التي تقدمها فهي من المعروف ولك أجر فيها باختلاف أنواع النصيحة التي تقدمها لأن الناس يحبون ذلك فيهم من يحب ذلك وفيهم من لا يحب ذلك فإذا أمرته بما له فيه مصلحة أو نهيته عما عليه فيه ضرر ربما يحب ذلك ، وإذا نهيته عما تهوى نفسه ولا مصلحة له فيه ربما لا يحب ذلك ويستثقل ذلك لك لكن العقلاء يحمدونه منك وهو في الحقيقة صدقة فنسأل الله -سبحانه وتعالى- أن يعيننا وإياكم وأن يوفقنا وإياكم لما يحب ويرضى.