هؤلاء الصحب الذين -رضي الله عنهم- ورضوا عنه ، هؤلاء الصحب الكرام هم الواسطة بيننا وبين رسول الأنام – صلوات الله وسلامه عليه – ، هم نقلة الدين ، وحاملوا الكتاب المبين ، المبلغون لنا ذلك كله عن رسول رب العالمين – صلوات الله وسلامه عليه – ، هم السلسلة التي ربطتنا برسول الله – صلى الله عليه وسلم – ، هم الطريق إلى معرفة كلام الله وكلام رسوله – صلوات الله وسلامه عليه – ، وبدونهم تنقطع السلسلة ، وإذا كان الأمر كذلك ؛ فإن الواجب على المؤمن أن يعرف حقهم ، وأن يعرف فضلهم ، وأن يعرف لهم مكانتهم التي نوَّه الله – سبحانه وتعالى – بذكرها في كتابه الكريم وعلى لسان رسوله – صلوات الله وسلامه عليه – ، ولاسيما في هذا الزمن ، وفي هذه الآونة بالذات ، التي ما نفتأ إلا ونسمع الفينة بعد الأخرى ممن ينتسب إلى السنة والجماعة ، ممن زلت به قدمه ، فهوى هويًا عظيمًا ، وبعد عن الجادة بعدًا كبيرًا مع انتسابه إلى السنة والجماعة وللأسف ، هوى في باب الصحب الكرام ، الأخيار ، الذين -رضي الله عنهم ورضوا عنه- ؛ فترك ما يجب عليه نحو هؤلاء ، وعدل عن الطريق السوي إلى بنيات الطريق ، نسأل الله – جل وعلا – أن يعصمنا وإياكم بمنه ورحمته .