٤٩٥٤ – عن بَشِيرُ بْنُ مَيْمُونٍ، عَنْ عَمِّهِ أُسَامَةَ بْنِ أَخْدَرِيٍّ، أَنَّ رَجُلًا يُقَالُ لَهُ أَصْرَمُ كَانَ فِي النَّفَرِ الَّذِينَ أَتَوْا رَسُولَ اللَّهِ ﷺ، فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ ﷺ: (مَا اسْمُكَ؟) ، قَالَ: أَنَا أَصْرَمُ، قَالَ: (بَلْ أَنْتَ زُرْعَةُ) رواه أبو داود .
وهذا الحديث إسناده صحيح ، وإنما كره هذا الاسم أصرم ، هذا من الأسماء المكروهة بسبب دلالة اللفظ الظاهرة ، أصرم لما فيه من معنى الصرم وهو القطيعة القطع ، الصرم مأخوذ من القطع ، فقال النبي ﷺ : (لا ، بل أنت زُرْعة) ، وزرعة بضم الزاي وسكون الراء مأخوذ من الزرع ، وهذا مستحسن ، فإن الزرع أحب إلى النفس من القطع ، أحب إلى النفس وإلى السمع إلى الناس من القطع ، هذا زارع وهذا قاطع أيهم أحب ؟ ، الزارع ، فالنبي ﷺقال : (أنت زُرْعة) ، لأن هذا الاسم أصرم منبأ – نسأل الله العافية – عن انقطاع الخير والبركة ، والبر ، فبادله – عليه الصلاة والسلام – بضده ، بعكسه تمامًا ، فقال : أنت زُرْعة ، تفائلاً منه – عليه الصلاة والسلام – بهذا الاسم ، لما فيه من الخير والنماء والبركة والإثمار بخلاف أصرم فإن فيه معنى القطع – نسأل الله العافية والسلامة – فغيره – عليه الصلاة والسلام – إلى هذا ، نعم .