أيها المسلمون إن الله – سبحانه وتعالى – خلق الخلق ليعبدوه ، وكلفهم – سبحانه وتعالى – بأوامر ليُطيعوه ، فمن أطاعه – سبحانه وتعالى – ، وأطاع أنبياءه ورسله الذين أرسلهم إليهم أفلح ونجح في دنياه وأُخراه ، ومن كذب بهم فقد أهلك نفسه وأوبق عليها دُنياها وأُخراها ، وهناك من يخلط عملاً صالحًا وآخر سيئًا ، وقد جعل الله – سبحانه وتعالى – لعباده طريقًا مفتوحًا يُنيبون إليه ويعودون إليه من خلاله ؛ ألا وهو باب التوبة ، وحثهم على ذلك وندبهم إليها ، فقال – جل وعلا – : (وَتُوبُوا إِلَى اللَّهِ جَمِيعًا أَيُّهَ الْمُؤْمِنُونَ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ (31) (سوورة النور) ، وقال سبحانه : (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا تُوبُوا إِلَى اللَّهِ تَوْبَةً نَّصُوحًا عَسَىٰ رَبُّكُمْ أَن يُكَفِّرَ عَنكُمْ سَيِّئَاتِكُمْ)(سورة التحريم : 8) الآية ، فالتوبة يا عباد الله باب منّ الله به على الخلق ، ليرجع من خلاله من عصى وفرط وغفل وترك ، أو ارتكب شيئًا من معاصي الله – تبارك وتعالى – ، رحمة منه – سبحانه وتعالى – بهذا العبد ، وقد ندب رسول الله ﷺ إليها بقوله : (يا أيها الناس توبوا إلى الله واستغفروه فإني أتوب إليه في اليوم أكثر من سبعين مره) ، وجاء عنه : (فإني أتوب إلى الله مئة مرة).