رحمته بهم في باب القتال والغزو والسفر معه – عليه الصلاة والسلام – ، فكان إذا خرج في الغزو كان يكون في مقدمة الجيش – صلوات الله وسلامه عليه – يتترسون به ، فإذا بغتهم العدو وإذا رسول الله ﷺ في المقدمة يتترسون به كما قال أنس بينهم وبين العدو – صلوات الله وسلامه عليه – ، وإذا قفلوا من العدو كان في آخر الجيش يزجي الضعيف أي يحمله ويحمل الكل ، يزجي الضعيف يعني يمشي معه ويحمل الكل الذي انقطع وهذا من رحمته بأمته – صلوات الله وسلامه عليه – ، فأولاً عند الذهاب ومقابلة العدو يكون في المقدمة حتى يحول بينهم وبين ما يكرهون ، وإذا نكص وعاد قافلاً راجعًا إلى المدينة كان في آخر الجيش حتى يحول بينهم وبين أن يدركهم عدو فيغدر بهم فيكون بينهم أيضًا وبين ما يكرهون ، وهذا من رحمته بهم ، ومع ذلك يزجي الضعيف ويحمل الكل المنقطع يحمله إذا انقطع عن دابته إما هلكت دابته أو ضعفت دابته فيحمله – صلوات الله وسلامه عليه – ، ويقوي الضعيف وينتظره حتى يسير معه – صلوات الله وسلامه عليه – ، فهذا من أمثال رحمته صلوات الله وسلامه عليه – .