حفظ اللسان – الشيخ العلامة ابن عثيمين – رحمه الله –

عدد الملفات المرفوعه : 1

 

 

المحاضرة بدون الفتاوى

الفوائد المنتقاة :

ذكر الله – سبحانه وتعالى – حياة القلوب / ذكر الله – عزوجل – فإن ذكر الله – سبحانه وتعالى – بالتهليل والتكبير والتسبيح من أفضل الأعمال ، وهي الباقيات الصالحات ، التي قال الله تعالى عنها : (الْمَالُ وَالْبَنُونَ زِينَةُ الْحَيَاةِ الدُّنْيَا ۖ وَالْبَاقِيَاتُ الصَّالِحَاتُ خَيْرٌ عِندَ رَبِّكَ ثَوَابًا وَخَيْرٌ أَمَلًا (46)(سورة الكهف) ، وصح عن النبي ﷺ أن الله – تبارك وتعالى – قال : (من ذكرني في نفسه ذكرته في نفسي ، ومن ذكرني في ملأ ذكرته في ملأ خير منهم) ؛ فذكر الله – عزوجل – حياة القلوب ، وطمأنينة القلوب ، وأنس المستوحشين ، وتنبيه الغافلين ، ولهذا أوصى النبي ﷺ رجلاً فقال : (لا يزال لسانك رطبًا من ذكر الله) ، أذكر الله يا أخي المسلم تجد نوراً في قلبك وطمأنينة وراحة ، وانشراحًا في الصدر ، وذكر الله – سبحانه وتعالى – لا يكلف ، يذكر الإنسان ربه وهو قائم ، أو قاعد ، أو على جنبه ، كما قال الله – تبارك وتعالى – : (إِنَّ فِي خَلْقِ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَاخْتِلَافِ اللَّيْلِ وَالنَّهَارِ لَآيَاتٍ لِّأُولِي الْأَلْبَابِ (190) الَّذِينَ يَذْكُرُونَ اللَّهَ قِيَامًا وَقُعُودًا وَعَلَىٰ جُنُوبِهِمْ)(سورة آل عمران) ، أذكر الله – عزوجل – بلسانك وبقلبك ، لا تذكر الله وأنت غافل ، أذكر الله بقلبك كما تذكره بلسانك ، لأن الذكر باللسان يقع من المؤمن ، ومن المنافق ، ومن البر ومن الفاجر ، ولا ينتفع به هؤلاء اللهم إلا قليلاً .
وجوب الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر وذكر شيء من شروطه وآدابه / الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر الذي هو دعامة هذه الأمة وبه فضلت على غيرها ، قال الله – تبارك وتعالى – : (كُنتُمْ خَيْرَ أُمَّةٍ أُخْرِجَتْ لِلنَّاسِ تَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَتَنْهَوْنَ عَنِ الْمُنكَرِ وَتُؤْمِنُونَ بِاللهِ) ، وقال تعالى عن بني اسرائيل : (لُعِنَ الَّذِينَ كَفَرُوا مِن بَنِي إِسْرَائِيلَ عَلَىٰ لِسَانِ دَاوُودَ وَعِيسَى ابْنِ مَرْيَمَ ذَٰلِكَ بِمَا عَصَوا وَّكَانُوا يَعْتَدُونَ (78) كَانُوا لَا يَتَنَاهَوْنَ عَن مُّنكَرٍ فَعَلُوهُ لَبِئْسَ مَا كَانُوا يَفْعَلُونَ) ، فالأمر بالمعروف والنهي عن المنكر دعامة هذه الأمة ، إذا لم يكن تفرقت الأمة ، كما قال الله تعالى : (وَلْتَكُن مِّنكُمْ أُمَّةٌ يَدْعُونَ إِلَى الْخَيْرِ وَيَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَيَنْهَوْنَ عَنِ الْمُنكَرِ وَأُولَٰئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ (104) وَلَا تَكُونُوا كَالَّذِينَ تَفَرَّقُوا وَاخْتَلَفُوا مِن بَعْدِ مَا جَاءَهُمُ الْبَيِّنَاتُ) فدل هذا على أن ترك الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر والدعوة إلى الخير سبب للتفرق ، والتفرق هو فشل الأمة وانقسامها وتحزبها لأن كل واحد منهم أي من الأمة يضرب واديًا تهواه نفسه ولا يرى أحدًا ينكر عليه أو يصده عن هذا الوادي الذي ضربه وهو باطل ولكن يجب أن نعرف ماهو المعروف وما هو المنكر ، المعروف : كل ما أمر به الشرع ، كل ما أمر الله به ورسوله فهو معروف ، مقبول تعرفه النفوس السليمة والفطر المستقيمة ، تعرف أنه حق فتأخذ به أما المنكر فإنه كل ما أنكره الله ورسوله ، ويتحقق ذلك بالنهي عنه فكل ما نهى الله عنه ورسوله فإنه منكر يجب علينا انكاره بحسب القدرة وبحسب الاستطاعة ، ثم إن الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر لابد فيه من شروط وآداب يتخلق بها الآمر الناهي ، منها : إخلاص النية لله – عز وجل – ، بأن ينوي الآمر الناهي إقامة دين الله في عباد الله ، لا ينوي أن يفرض سلطته وسيطرته ، وأنه آمر فوق المأمور ، وناه فوق المنهي ، بل ينوي بذلك إقامة شريعة الله في عباد الله ، ومنها : أن ينوي بهذا – أي بأمره ونهيه – امتثال أمر الله لأن الله أمر ، أمر بالأمر بالمعروف وبالنهي عن المنكر ينوي بذلك امتثال أمر الله – عزوجل – من أجل أن يحصل له الثواب المرتب على الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر لأن الأعمال بالنيات فإذا أمر ونهى امتثالاً لأمر الله – عزوجل – حصل له الأجر المرتب على ذلك ، ومنها : أن يعلم أن ما أمر به معروف أي مأمور به في كتاب الله أو سنة رسوله ﷺ ، ويعني ذلك ألا يأمر وهو جاهل فإن الجهل داء ، والأمر بالشيء بدون علم بحكمه عند الله ربما يحصل به من الفساد أكثر مما يحصل به من الصلاح ، وكم من مسلم عامي أو طالب علم صغير أمر بشيء يظنه معروفًا وهو منكر ولا يدري ، أو نهى عن شيء يظنه منكرًا وهو معروف ولا يدري ولهذا لابد من العلم بأن الله أمر بهذا أو نهى عن هذا ليكون المسلم على بصيرة ، ومنها أن يعلم أن هذا المأمور قد ترك الأمر وتحقق فيه أنه تاركه ، فلا يأمر شخصًا بشيء لا يدري أفعله أم لم يفعله لأن ذلك من القول بلا علم ، وقد قال الله – تبارك وتعالى – : (وَلَا تَقْفُ مَا لَيْسَ لَكَ بِهِ عِلْمٌ) لا تقف يعني : لا تتبع ماليس لك به علم (إِنَّ السَّمْعَ وَالْبَصَرَ وَالْفُؤَادَ كُلُّ أُولَٰئِكَ كَانَ عَنْهُ مَسْئُولًا) ، وقد ضرب نبينا ﷺ المثل الأعلى في ذلك ، فقد دخل رجل يوم الجمعة والنبي ﷺ يخطب فجلس ، فقال ﷺ : (أصليت يا فلان؟) ، قال : لا ، قال ﷺ : (قم فصلي ركعتين) ، ولم يأمره أن يصلي حتى سأله وتحقق أنه تارك للأمر ، فلا تتسرع يا أخي أن تأمر شخصًا لا تدري أقام بالمأمور أم لم يقم وكذلك في النهي ، لا تنهى أحدًا عن شيء ترى أنه منكر حتى تعلم أنه فعل هذا المنكر وهو منكر في حقه ، ونضرب لهذا مثلاً : برجل يمشي في الشارع بسيارته ومعه امرأة ، هذه المرأة يحتمل أن تكون امرأة أجنبية ويحتمل أن تكون امرأة من محارمه ، فإن كانت امرأة أجنبية فهذا منكر يجب إنكاره ، وإن كانت امرأة من محارمه فهذا معروف لا يجوز إنكاره ، فهل لك أن تنكر وأنت لا تدري ؟، الجواب : لا ، ليس لك أن تنكر وأنت لا تدري حتى تعلم أن هذه المرأة ليست من محارمه ، وحينئذ تنهى عن هذا المنكر ، من آداب الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر : أن المسلم إذا أمر بمعروف فليكن أول فاعل له وإذا نهى عن منكر فليكن أول تارك له ، لأنه من السفه والتناقض والعجب أن تأمر بأمر وأنت لا تفعله ، أو تنهى عن شيء وأنت تفعله فإن هذا مناف للعقل ، وهو سفه مناف للحكمة ، قال الله – تبارك وتعالى – في بني اسرائيل : (أَتَأْمُرُونَ النَّاسَ بِالْبِرِّ وَتَنسَوْنَ أَنفُسَكُمْ وَأَنتُمْ تَتْلُونَ الْكِتَابَ أَفَلَا تَعْقِلُونَ) والاستفهام هنا للتوبيخ والإنكار ، يعني أفلا يكون عندكم عقل حتى يمنعكم من فعل ما تنهون عنه ومن ترك ما تأمرون به ، وقال الله – تبارك وتعالى – : (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لِمَ تَقُولُونَ مَا لَا تَفْعَلُونَ (2) كَبُرَ مَقْتًا عِندَ اللهِ أَن تَقُولُوا مَا لَا تَفْعَلُونَ) ربما تجد بعض الناس ينهى عن شرب الدخان مثلاً فإذا به يشربها ، سبحان الله ! أعاقل أنت ؟! ، إن كنت عاقلاً لماذا تفعل ما تنهى عنه ؟! ، ربما تجد بعض الناس ينهى عن الغيبة ويقول : فلان يغتاب الناس ، وهو بقوله هذا قد وقع في الغيبة ، سبحان الله ! كيف تنهى عن الغيبة وأنت تفعلها وهلم جراً ، إذاً من آداب الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر أن يكون الآمر بالمعروف أول فاعل له ، وأن يكون الناهي عن المنكر أول تارك له ، وإلا وقع في السفه ووقع في العجب ، ومن العجائب والعجائب جمة أن يأمر المسلم بالشيء ولا يفعله أو ينهى عن الشيء ويقع فيه .
من آداب الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر : أن يكون المسلم رفيقًا فيما يأمر به ، رفيقًا فيما ينهى عنه ، لين الجانب لأن ذلك من أسباب القبول وانشراح الصدر لما يُقال ، قال الله – تبارك وتعالى – مخاطبًا نبيه محمدًا ﷺ : (فَبِمَا رَحْمَةٍ مِّنَ اللَّهِ لِنتَ لَهُمْ) أي : فبسبب الرحمة التي حصلت لك ولأصحابك ، ولا يخفى على علماء العربية أن في هذه الجملة تأكيدًا وذلك بما الزائدة إعرابًا المفيدة للمعنى والأكمل وهي ما في قوله : (فَبِمَا رَحْمَةٍ مِّنَ اللَّهِ لِنتَ لَهُمْ) ، وكم من مسلم استعمل العنف في أمره أو نهيه فنفر الناس منه ، ولم يجعل الله تعالى في أمره ولا نهيه بركة ، وكم من مسلم استعمل الرفق واللين والمداراة في أمره ونهيه فحصل على خير كثير ، وهذا مصداق قول النبي ﷺ : (إن الله تعالى يعطي على الرفق مالا يعطي على العنف) والرفق خير كله ، والصلب والإنزعاج والإندفاع والتوبيخ لا يأتي بخير ، (إن الله رفيق يحب الرفق في الأمر كله) ؛ لذلك ننصح إخواننا الذين يتولون الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر سواء بصفة رسمية أم بصفة تطوعية ننصحهم أن يستعملوا الرفق ، وما لا يحصل الآن يحصل غدًا ، لكن العنف سبب للنفور والبغضاء ، بل ربما يكون سببًا لبغض الحق الذي قاله هذا المعنف ، لأن كثيرًا من الناس يكرهون الحق لأنه قاله فلان ولا يكرهونه لو قاله فلان الآخر ، كل ذلك بسبب مافي قلوبهم من محبة الثاني دون الأول ، ومن حسن اسلوب الثاني دون الأول ، فنصيحتي لإخواني الذين يتولون هذا الأمر العظيم في هذه الأمة العظيمة وهو الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر نصيحتي لهم أن يستعملوا الرفق ما استطاعوا إلى ذلك سبيلاً ، وأن لا يظن أنهم إذا عنفوا ثم ارتدع المخاطب حالاً أن ذلك خير مما لو عاملوه بالرفق ولم يرتدع إلا بعد مدة ، لأن الأول ترك المنكر خوفًا ، والثاني الذي استعملنا معه الرفق تركه اقتناعًا وفرق بين هذا وهذا ، فرق عظيم بين من يدع الشيء اقتناعًا وبين من يدعه خوفًا ، لأن من يدعه خوفًا لا يمكن أن يدعه في حال السر وغيبة المخوف منه .
طالب العلم الشرعي والمجاهد في سبيل الله كلاهما على حد سواء / وطالب العلم والمجاهد في سبيل الله كلاهما على حد سواء ، كلاهما على ثغر من ثغور الإسلام ، ولهذا قال الله – تبارك وتعالى – : (وَمَا كَانَ الْمُؤْمِنُونَ لِيَنفِرُوا كَافَّةً ۚفَلَوْلَا نَفَرَ مِن كُلِّ فِرْقَةٍ مِّنْهُمْ طَائِفَةٌ لِّيَتَفَقَّهُوا فِي الدِّينِ وَلِيُنذِرُوا قَوْمَهُمْ إِذَا رَجَعُوا إِلَيْهِمْ لَعَلَّهُمْ يَحْذَرُونَ) ، فقال :(وَمَا كَانَ الْمُؤْمِنُونَ لِيَنفِرُوا) يعني في الجهاد ، (كَافَّةً) جميعًا ، (فَلَوْلَا نَفَرَ مِن كُلِّ فِرْقَةٍ مِّنْهُمْ طَائِفَةٌ يعني وقعدت طائفة (لِّيَتَفَقَّهُوا) أي القاعدون ، (وَلِيُنذِرُوا قَوْمَهُمْ إِذَا رَجَعُوا إِلَيْهِمْ) وهذا دليل على أن طلب العلم عديل للجهاد في سبيل الله ، وقسيم له ، بل إن حاجة المجاهد للعلم أكثر من حاجة العالم للجهاد ، ولهذا كان المجاهدون مفتقرين للعلم ، ولم يكن العلماء مفتقرين للجهاد ، فالعلم تعلمه وتعليمه من الأقوال التي يثاب عليها العبد ويرضى بها الله – عز وجل – ؛ فنصيحتي لإخواني ولاسيما الشباب : أن يقبلوا على العلم ، تعلمًا وتعليمًا من أفواه الشيوخ ، ومن الأشرطة ، ومن الكتب ، لكن الثاني والثالث بل والأول أيضًا لابد أن يكون ذلك صادرًا من عالم يوثق بعلمه وأمانته ، لأنه ليس كل من تكلم بالعلم يكون عالمًا ، وليس كل من كان عالمًا يكون أمينًا موثوقًا ، والعلم أساس الدين فلا تأخذن العلم ممن تخشى أن تضل بأخذك منه ، احرص على أن تتلقى العلم من عالم موثوق بعلمه ودينه حتى تكون قد بنيت على أساس متين .
احفظك لسانك فإنه عدوك أو صديقك / وقد حذر النبي ﷺ من زلات اللسان تحذيرًا بالغًا ، فقال لمعاذ وهو يعلمه قال له : (قَالَ: أَلا أُخبِرُكَ بِملاكِ ذَلِكَ كُلِّهِ؟)، قُلْتُ: بَلَى يَارَسُولَ اللهِ ، فَأَخَذَ بِلِسَانِهِ وَقَالَ: (كُفَّ عَلَيْكَ هَذَا)) يعني احبسه لا تخرجه كفه عليك ، قال يا رسول الله وَإِنَّا لَمُؤَاخَذُونَ بِمَا نَتَكَلَّمُ بِهِ؟ – الجملة هنا استفهامية يعني أإنا لمؤاخذون بما نتكلم به – قَالَ: (ثَكِلَتْكَ أُمُّكَ يَامُعَاذُ ، وَهَلْ يَكُبُّ النَّاسَ فِي النَّارِ عَلَى وُجُوهِهِمْ أَو قَالَ: عَلَى مَنَاخِرِهِمْ إِلاَّ حَصَائِدُ أَلسِنَتِهِمْ) رواه الترمذي وقال: حديث حسن صحيح، فأكد النبي ﷺ أن اللسان بل أن حصائد اللسان هي التي تكب الناس في النار على وجوههم أو قال على مناخرهم (وإن الرجل لَيَتَكَلَّمُ بالكَلِمَةِ مِن سَخَطِ اللَّهِ، لا يُلْقِي لها بالًا يهوي بها سبعين خريفًا) أو أبعد مابين السماء والأرض؛ فعليك يا أخي بحفظ اللسان ، احفظك لسانك فإنه عدوك أو صديقك ، إن تكلمت بخير فهو صديقك ، وإن تكلمت بشر فهو عدوك .
من الأقوال المحرمة التي يأثم بها العبد النميمة / من الأقوال التي تصدر عن المسلم من القسم المحرم الذي يأثم به العبد : النميمة ، فإنها من كبائر الذنوب ، وقد قال النبي ﷺ : (لا يدخل الجنة نمام) ، وثبت في الصحيحين حديث عبدالله بن عباس – رضي الله عنهما – أن النبي ﷺ مر بقبرين فقال : (إنهما ليعذبان وما يعذبان في كبير – يعني لا يعذبان في أمر شاق عليهما تركه – أما أحدهما فكان لا يستبرأ من البول ، أما الآخر فكان يمشي بالنميمة) وهذا هو الشاهد إذ النميمة بين الناس ، فما معنى النميمة التي هذا شأنها ؟ ، معناها : أن تنقل كلام الغير في الغير إلى الغير للإفساد بينهما ، فتأتي إلى الشخص وتقول : فلان قال فيك كذا وكذا ، ألم تعلم أن فلانًا سبك ، ألم تعلم أنه قال فيك كذا وكذا ، من أجل الإفساد بينهما ، أما لو قصد في ذلك الإصلاح مثل : أن يقول لهذا الشخص الذي اغتر به صاحبه : احذر فلانًا فإنه يلاقيك بوجه ويدبر عنك بوجه ، ويسبك ، فهذا ليس من النميمة في شيء ولكنه من باب النصيحة ، لأن بعض الناس يغتر باللسان ، ويغتر بالوجه ، فيأتيه الرجل ووجهه متسع له ، ويخاطبه بأحسن خطاب ، ولكنه في الواقع عدوه اللدود ، في أي فرصة من الفرص يتكلم به – والعياذ بالله – ، فهذا يجب أن تخبر أخاك تقول : لا تغتر بفلان فإنه يتكلم فيك إذا غبت .
السؤال : سميت ابنتي ماريا ولقد سمعت أنه هذا من أسماء النصارى فهل أغيره أم لا وجزاكم الله خيراً ؟
الجواب : نقول لا يلزمه أن يغيره لأن أم ابراهيم ابن محمد ﷺ اسمها ماريا القبطية ، ولم يغيرها النبي g ، فلا حرج أن يسمي المسلم ابنته ماريا لأنه له في ذلك سلفًا .
السؤال : ما حكم استقدام خادمة مسلمة ، وهل يجوز وجودها في البيت من غير محرم ، وهل يجوز استقدامها اذا لم ين هناك ضرورة ؟
الجواب : لابد لجواز استقدام الخادمة من الحاجة إليها ، ولابد أن يكون معها محرم ، ولابد أن تلتزم بالحجاب الشرعي الذي أساسه تغطية الوجه ولو بالبيت ، وإذا وجدنا ريبة أو فتنة وجب ابعادها ، ومن سبر أحوال الناس اليوم وجد أن هؤلاء الخدم ولاسيما الشابات الجميلات فيهن فتنة عظيمة ليس للشباب الذين في البيت وحسب بل حتى لرب البيت ولو كان كبيرًا هكذا سمعنا ، ولذلك أرى أن يشدد في الأمر وأن لا يفتح الباب لما في ذلك من الفتنة .
السؤال : عليها نذر صيام الإثنين والخميس هل إذا سافرت تأخذ برخص السفر وأيضًا إذا وافق الإثنين والخميس يوم العيد هل تفطر ؟
الجواب : يجب عليها أن تصوم الإثنين والخميس سواء كانت مسافرة أو مقيمة لأن إيجاب ذلك منها هي التي أوجبت ذلك على نفسها ، إلا إذا كان يشق عليها فإنها لا تصوم ولكنها تقضي ، لأن النذر يحذى به حذوا الواجب في الشرع ، وأما إذا صادف يوم عيد أو أيام التشريق فإنه لا يصام لأنها لو صامت لكان معصية وقد قال النبي ﷺ : (من نذر أن يعصي الله فلا يعصه) ولكن يحسن في هذه الحال أن تكفر عن هذه الأيام التي أفطرتها أعني أيام العيد والتشريق أن تكفر عنها كفارة يمين وهي اطعام عشرة مساكين أو كسوتهم أو تحرير رقبة فمن لم يجد فصيام ثلاثة أيام متتابعة .

 

  • 1444/04/09
  • مشاهدات : 709
  • مشاركة :
حقوق النشر لكل مسلم بشرط ذكر المصدر.
تنفيذ : تصميم مصري