وكذلك رفعه – جل وعلا – لمقام أهله – أهل العلم – ، وهذا دلالة على فضلهم حيث استشهدهم – جل وعلا – ، وقرن شهادتهم بشهادته وشهادة ملائكته ، وما ذاك إلا لأنهم أهلٌ لأن يُستشهد بهم ؛ وسببه : العلم الذي حملوه ، فرفعهم الله – جل وعلا – به ، قال : (شَهِدَ اللَّهُ أَنَّهُ لَا إِلَٰهَ إِلَّا هُوَ وَالْمَلَائِكَةُ وَأُولُو الْعِلْمِ قَائِمًا بِالْقِسْطِ ۚ لَا إِلَٰهَ إِلَّا هُوَ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ (18) سورة آل عمران ، فدلالة هذه الآية على فضل العلم برفع أهله ، ولو لم يكونوا على مرتبة ومكانة تبوؤوها لما ارتفعوا ولما استحقوا ذلك ، فشرفوا بهذا العلم ، العلم الشرعي ، فالله – جل وعلا – يقول : (شَهِدَ اللَّهُ أَنَّهُ لَا إِلَٰهَ إِلَّا هُوَ وَالْمَلَائِكَةُ وَأُولُو الْعِلْمِ قَائِمًا بِالْقِسْطِ ۚ لَا إِلَٰهَ إِلَّا هُوَ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ (18) سورة آل عمران، وهذا فيه بيان فضل حملة الشريعة وعلو مكانتهم ، فقل للذين يُزهدون في الإقبال على العلم الشرعي ، والتقليل من شأنه ، وأنه الحمد لله اليوم الناس كلهم تعلموا ، ونحن الآن بحاجة إلى ما يجعلنا نلحق بركب الحضارات ، والتطور المادي! ، طيب ولو تطورنا ؟ ، غاية ما تطورون أنتم فيه لماذا ؟ ، للخراب ، البناء للهدم ، والعمار للدمار ، والأسلحة للفتك ، والمفاخرة في زينة الحياة الدنيا وينتهي ، كلما جاء جيل رأى الذي قبله عنده نقص ولا يصلح الذي انتهوا إليه ، فيهدم ويبني وهكذا ، لكن العلم الشرعي يبني الأول ويكمل الثاني ويكمل الثالث ويزيد الرابع وهكذا ، ثم إنه يورث الخشية من الله – تبارك وتعالى – ، ويورث الإعمار الدائم ، وهو بناء الدار الحقيقية عند الله – جل وعلا – التي لا تحول ولا تزول .