وهذا الإمام – رحمه الله – ، أعني شيخ الإسلام محمد بن عبدالوهاب – رحمه الله – من زمانه وإلى يوم الناس هذا ، والإفتراءات عليه كثيرة ، الأكاذيب عليه كثيرة من خصومه ، الذين لم يخاصموه لشخصه ولا لذاته ؛ وإنما خاصموه لأجل ما جاء به – رحمه الله – من تجديد هذا الدين ، وإقامته على الوجه الذي تركنا عليه رسول الله – صلى الله عليه وسلم – ، ترك أصحابه عليه – رضي الله عنهم – ، وبلغه أصحابه – رضي الله عنهم – إلى من بعدهم ، وهؤلاء الأصحاب قد جاهدوا في سبيل ذلك أعظم الجهاد – رضي الله عنهم – ، فبلغوه كما تركه رسول الله – صلى الله عليه وسلم – نقيًا ، صافيًا ، ليس به شيء مما يُعكره من الشرك والبدع بأنواعها ، فجاء هذا الإمام – رحمه الله – ورضي عنه وسائر أئمة المسلمين الناصحين ، جاء وقد رأى حال الناس في زمانه ، بل قبل زمانه بقرون متطاولة إلى زمانه ، ورأى ما هم فيه من الشرك ، ورأى ما هم فيه من البدع ، فشمر – رحمه الله – عن ساعد الجد ، واجتهد وثابر لإعادة الناس إلى دين الله الصحيح ، فناله ما ناله في هذا الباب ، ولكن الله – جل وعلا – وهو القوي الغلاب أظهره على كل من ناوأه ، وأعلاه – رحمه الله – على كل من عاداه ، ورفعه وأظهره ، وكل من حاربه وكذب عليه خذله سبحانه ، وقصمه وقهره ، وهذا مصداق قول الله – جل وعلا – :“وَالَّذِينَ جَاهَدُوا فِينَا لَنَهْدِيَنَّهُمْ سُبُلَنَا ۚ وَإِنَّ اللَّهَ لَمَعَ الْمُحْسِنِينَ (69)” ، وقوله : “يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِن تَنصُرُوا اللَّهَ يَنصُرْكُمْ وَيُثَبِّتْ أَقْدَامَكُمْ (7)” ، وقوله – جل وعلا – :“وَلَقَدْ سَبَقَتْ كَلِمَتُنَا لِعِبَادِنَا الْمُرْسَلِينَ (171)إِنَّهُمْ لَهُمُ الْمَنصُورُونَ (172)وَإِنَّ جُندَنَا لَهُمُ الْغَالِبُونَ (173)” ، فهذا وعد من الله بنصر أولياءه وخذل أعداءه ، فأظهر الله الشيخ الإمام ، ومن ذلك الحين وإلى يوم الناس هذا وخصوم هذه الدعوة الإسلامية ، الحنيفية ، السلفية ، الأثرية ، الصافية النقية ، أعداءها يكذبون عليها .