أنه قد ثبت في البخاري ، وغيره عن ابن عباس -رضي الله عنهما- عن النبي -صلى الله عليه وسلم- أنه قال : “ما من أيام العمل الصالح فيهن أحب الى الله من هذه الأيام العشر ؛ فقالوا يا رسول الله ، ولا الجهاد في سبيل الله ؟! ، قال عليه الصلاة والسلام ولا الجهاد في سبيل الله إلا رجل خرج بنفسه ، وماله ثم لم يرجع بذلك من شيء”.
وقد جاء أيضًا عند الإمام أحمد من حديث ابن عمر -رضي الله عنهما- ذكر ذلك.
وقال في آخر الحديث : فاكثروا فيهن من التحميد ، والتهليل ، والتكبير ؛ فحث النبي -صلى الله عليه وسلم- على هذا الشيء بالأخص ألا وهو ذكر الله -جل وعلا- على هذه الأنواع التي ذكرت.
تحميد الله -جل وعلا- وتهليله -سبحانه وتعالى- وتكبيره.
فتحميد الله -جل وعلا- بقول : “الحمد لله” والإكثار من قول : الحمد لله .
“والتهليل” قول : لا إله إلا الله وحده لا شريك له له الملك وله الحمد وهو على كل شيء قدير .
وإن زاد “يحيي ويميت وهو على كل شيء قدير” ؛ فقد صح بذلك الحديث عن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- وإن زاد “بيده الخير يحيي ويميت وهو على كل شيء قدير” ؛ فقد صح ذلك عن النبي -صلى الله عليه وسلم- وهكذا التكبير “الله أكبر الله أكبر الله أكبر” أيضًا قد جائت بذلك الأحاديث عن رسول الله -صلوات الله وسلامه عليه- والحاصل أن في هذين الحديثين ، فيه بيان فضل الأعمال الصالحة في هذه الأيام العشر.