أيضاً من الأعمال الفاضلة التي تعمر بها هذه العشر ألا وهو الصيام في هذه العشر،لأن النبي -صلى الله عليه وسلم- قد أخبر بفضل الصيام،وذلك لأن الصيام من العبادات التي يكون فيها الإخلاص أكثر،والبعد عن الرياء،فهو سر بين العبد وربه،قال-جل وعلا-: (كل عمل ابن آدم له إلا الصيام فإنه لي وأنا اجزي به)،وجاء في الحديث الصحيح من حديث أبي سعيد-رضي الله عنه-: (أن من صام يوماً في سبيل الله باعد الله به وجهه عن النار سبعين خريفاً)،فمن كان ذا قدرة واستطاعة على الصيام فلا يفوت الصيام،لأن الصيام في هذه الأيام من الأعمال المحبوبة،لأنه من الأعمال الصالحة،فالعمل الصالح كلما بعد عن الرياء كان أقرب وأدعى للقبول،ورسول الله-صلى الله عليه وسلم-كما سمعتم يقول: ( من صام يوماً في سبيل الله باعد الله به وجهه عن النار سبعين خريفاً)،وربنا-جل وعلا-في الحديث القدسي الصحيح يقول: (كل عمل ابن آدم له إلا الصوم فإنه لي وأنا أجزي به،يدع طعامه وشرابه وشهوته من أجلي)،فكان الصيام في غاية من الفضل لأن الله-سبحانه وتعالى-اختص نفسه به من بين سائر الأعمال،فيشرع أيضاً الصيام في هذه العشر لما تيسر منها،وإن لم يتيسر له منها شيء فلا أقل من أن يصوم يوم عرفة،فان النبي-صلى الله عليه وسلم-قد حث على صيامه،فينبغي للمسلم أن يحرص على ذلك.