وليعلم أن التكبير على قسمين : قسم مطلق ، وقسم مقيد ، فأما المطلق فهو : من دخول العشر كما جاء ذلك في حديث أبي هريرة وابن عمر – رضي الله تبارك وتعالى عنهما – ، أنهما إذا دخلت العشر كانا يخرجان إلى السوق ، فيكبرون ، ويكبر الناس بتكبيرهم ، يعني يذكِّرون الناس ، فإذا كبر أبو هريرة كبر الناس ، وليس المقصود الصوت الكلمة مع الكلمة تتحد كما نسمع الآن في التكبير المسجل هذا خطأ ، ولكن هذا يكبر من عنده ، وهذا يكبر من عنده ، وهذا من عنده ، وهذا من عنده ، هذا في أول التكبير ، وهذا في وسطه ، وهذا في آخره ، فتحدث رجة كما جاء في الصحيح من حديث عمر أنه كان يكبر بمنى ويكبر الناس بتكبيره ، يعني يذكرهم بهذا ، يكبر هو فيسمعون فيتذكرون فيكبرون ، هذا في أول التكبير ، وهذا في وسطه ، وهذا في آخره ، وليس المراد المواطأة والموافقة -الحرف مع الحرف والكلمة مع الكلمة بصوت واحد بداءً وانتهاءً “لا” هذا محدث ما كان معروفًا عن أصحاب النبي -صلى الله عليه وسلم- ؛ فالشاهد هذه الأيام أيام أكل وشرب وذكر لله – تبارك وتعالى – ، فالذكر منه : التهليل والتكبير ، الله أكبر الله أكبر لا إله إلا الله الله أكبر الله أكبر ولله الحمد ، وإن قال ثلاثًا كما اختار الإمام الشافعي -رحمه الله – فلا بأس بذلك ، الله أكبر الله أكبر الله أكبر -ثلاثًا- لا إله إلا الله الله أكبر الله أكبر ولله الحمد ، لا بأس بذلك ، هذا اختيار الشافعي والأول اختيار أحمد – رحمهم الله تعالى جميعًا – ، فالشاهد هذا هو التكبير المطلق ، يبدأ متى ؟ ، بأول يوم من أيام العشر ، يوم واحد ذي الحجة ويستمر حتى تدخل عليه أيام التشريق ، فإذا أصبح العيد جاء بعد ذلك التكبير المقيد ، والتكبير المقيد هو : الذي يكون عقب الصلوات ، يوم العيد والتشريق ، وليس يصح فيما أعلم عن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- في هذا شيء من كلام النبي -صلى الله عليه وسلم- ، والذي يصح في هذا فيما أعلم إنما هو عن علي – رضي الله عنه – وعن ابن مسعود – رضي الله تبارك وتعالى عنه – ، وكفى بهما ، فعبدالله ابن مسعود من أكابر فقهاء الصحابة – رضي الله عنه – ، وعلي – رضي الله عنه – خليفة راشد صاحب سنة مأمور باتباعها -رضي الله تبارك وتعالى عنه – ، فإن النبي -صلى الله عليه وسلم- يقول : ” عليكم بسنتي وسنة الخفاء الراشدين المهديين ، تمسكوا بها وعضوا عليها بالنواجذ ، وإياكم ومحدثات الأمور ، فإن كل محدثة بدعة ، وكل بدعة ضلالة ” ، فالشاهد أن التكبير المقيد لا أعلم فيه حديثًا عن النبي -صلى الله عليه وسلم- ، وسمي مقيدًا ؛ لأنه مقيد بماذا ؟ بأدبار الصلوات الفرائض ، بعد الفجر ، بعد الظهر ، بعد العصر ، بعد المغرب ، بعد العشاء ؛ طيلة أيام التشريق ، إلى اليوم الثالث عشر فينتهي بصلاة العصر ، يوم الحادي عشر جميع الفروض ، الثاني عشر جميع الفروض ، الثالث عشر الفجر ثم الظهر ثم العصر “فقط” ، بعد المغرب انتهت أيام التشريق ، فهذه هي الأوقات يذكر الله – سبحانه وتعالى – فيها ، ويكبر التكبير المقيد عقيب الصلوات كما قلت لكم ، ولا أعلم في هذا حديثًا عن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- يصح ، وإنما يصح عمن ؟ ، عن علي – رضي الله عنه – وعن ابن مسعود – رضي الله عنه – ، هذا على حسب علمي والعلم عند الله – تبارك وتعالى – .