أفضل أيام السنة يوم عرفة يوم لم يرَ إبليس أغيظ ، ولا أدحر ، ولا أحقر في يوم منه في مثل هذا اليوم إلا ما كان من يوم بدر لِما يرى من كثرة إعتاق الله -جل وعلا- لعباده ؛ فينبغي أن نحرص على الأعمال الصالحة عمومًا ، وعلى الصيام خاصة في هذا اليوم ، وأما من كان حاجًا فإنه يشرع له أن يكون مفطرًا ، وهذا هو الصحيح من قولَي العلماء أن السنة فيمن كان واقفًا بعرفة أن يكون مفطرًا ليتقوى على الذكر ؛ لأن الذكر في هذا اليوم من أفضل في أيام السنة وساعاتها على الإطلاق “خير يوم طلعت عليه الشمس يوم عرفة” كما قال النبي صلى الله عليه وسلم ويقول : “أفضل الدعاء دعاء يوم عرفة ، وأفضل ما قلت أنا والنبيون من قبلي : لا إله إلا الله وحده لا شريك له له الملك وله الحمد وهو على كل شيء قدير” فهذه الكلمة كلمة التوحيد كلمة عظيمة فهي أفضل ما قاله الذاكرون لله -جل وعلا- وأفضل الذاكرين الأنبياء -عليهم الصلاة والسلام- وأفضل ما ذكروا ربهم به “لا إله إلا الله وحده لا شريك له له الملك وله الحمد وهو على كل شيء قدير” ففيها إخلاص التوحيد لله -تبارك وتعالى- و تبرئته -سبحانه وتعالى- من الشريك “لا إله إلا الله وحده لا شريك له له الملك وله الحمد يحيي ويميت وهو على كل شيء قدير” فاشتملت هذه الكلمات : على توحيد الربوبية، والألوهية، والأسماء والصفات . فأما “الربوبية” ففي قوله صلى الله عليه وسلم “له الملك وهو على كل شيء قدير” -سبحانه وتعالى- وأما توحيد “الإلاهية” ففي قوله : “وحده لا شريك له” وأما توحيد “الصفات” فوصف الله -سبحانه وتعالى- بالوحدانية كقول الله -جل وعلا- {قُلْ هُوَ اللَّهُ أَحَدٌ (1) اللَّهُ الصَّمَدُ (2) لَمْ يَلِدْ وَلَمْ يُولَدْ (3) وَلَمْ يَكُن لَّهُ كُفُوًا أَحَدٌ (4)} فاشتملت هذه الكلمة على أنواع التوحيد الثلاثة.
فينبغي للمسلم ألا يغفل عن تكرارها ، والإكثار منها في هذا اليوم يوم عرفة ؛ فيدعو لنفسه بما شاء لكن لا يغفل عن أن يكررها كل ما ذكر الله -جل وعلا-.