شهر شعبان المعظم ، وتعظيمه قد جاء في سنة النبي ﷺ إذ كان يُكثر فيه الصوم ، ويخصه بذلك بما لا يوجد مثله في بقية الشهور ، وقد صح من حديث أم المؤمنين عائشة – رضي الله عنها – ، وحديث أبي هريرة وغيرهم رضي الله عنهم ، (أنه – عليه الصلاة والسلام – كان يصوم شعبان كله) ، وفي بعض الألفاظ (كان يصوم شعبان كله كان يصوم شعبان إلا قليلًا) ، وقريش هذه لغتها تُطلق الكل على الأغلبية ، فإذا ذهب أغلب الشهر أو أكثره قالوا : كله ، فكان – عليه الصلاة والسلام – يصوم في هذا الشهر ، ويُخبر بأنه شهر يغفل الناس عنه بين رجب ورمضان ، فرمضان تعظيمه عند الجميع ، ورجب من الأشهر الحرم وهو معظم عند أهل الإسلام لكونه من الأشهر الحرم ، وتعظمه كانت مضر في الجاهلية ، ومضر هم قوم رسول الله ﷺ ، ومضر أخو ربيعة ، فكان – عليه الصلاة والسلام – يُكثر من الصيام فيه ، ويُخبر بما سمعنا ، وجاء أيضًا في بعض الروايات أنه : (ترفع فيه الأعمال إلى رب العالمين) ، فهذا الشهر هو مقدمة لرمضان ، وينبغي لنا معشر الأحبة أن نقوم فيه بما يقربنا إلى الله – جل وعلا – وينفعنا عنده – سبحانه وتعالى – .