ولأجل ذلك يا معاشر الأحبه، أدرك أعداء الدين حقيقة هذه الدعوة فكادوا لها وحاربوها وتألبوا عليها من قديم الزمان من عهد الشيخ وإلى يومنا هذا، بل أقوى من استطاعوا استفزازهم في حربها هم الترك الدولة التركية وليس هذا بغريب اليوم يا معاشر الأحبة، فأصله قديم وسأنقل لكم شهادة عن بعض الكفار تثبت ذلك، فهذا المؤرخ الفرنسي المشهور سيديو الذي نقلنا عنه بالأمس، يقول : ” أن انجلترا وفرنسا حين علمتا بقيام محمد بن عبدالوهاب التميمي وابن سعود وبانضمام جميع العرب إليهما، لأن قيامهما كان لإحياء كلمة الدين، خافتا أن ينتبه المسلمون فينضموا إليهما وتذهب عنهم غفلتهم، ويعود الإسلام كما كان في أيام عمر، فيترتب على ذلك حروب دينيه وفتوحات إسلامية، ترجع اوروبا منها في خسران عظيم ، فحرضتا – يعني انجلترا وفرنسا – حرضتا الدولة العليه – يعني الدولة التركية في ذلك الزمان – على حربهم وفوضت ذلك إلى محمد علي باشا “.
ابحثوا عن هذا الكلام في الإنترنت وستجدونه على الشبكة العنكبوتية، عن هذا المستشرق سيديو في كتابه، هذا المؤرخ الفرنسي سيديو في كتابه السابق ذِكره بالأمس، فسبحان الله العظيم ليس ذلك بغريب على الدولة التركيه إذ من أول يوم تولت حرب هذه الدعوة الإسلامية والملة الحنيفية نيابةً عن الدولة البريطانية ودولة الفرنجة التي هي دولة فرنسا، فإن فرنسا مُحرفة عن الكلمة القديمة اللاتينية فرنكا، وفرنكا معربة قديماً عندنا عن كلمة الفرنجة، فالفرنجة هي الفرنكه، وفرنكه هي فرنسا، فالدولة التركية حينما قامت بحربها على هذه الدولة الإسلامية ، دولة الإمام محمد بن سعود – رحمة الله تعالى – وهي دولة الإسلام والسنة، دولة القرآن والسنة، دولة التوحيد والإيمان الصافي النقي الذي تركنا عليه – صلى الله عليه وسلم – حينما قامت هذه الدولة قامت بسبب تحريض انجلترا وفرنسا لها، فهي تحارب بالنيابة عن الكفار تحارب المسلمين، وهذه شهادة أحد أعلام هؤلاء على انفسهم، شهد شاهد عليهم من أنفسهم ومن أهليهم، فليس بغريب أن تستمر الحرب إلى يومنا هذا والآن التركية تقوم مقام التركية الأولى في حرب الدولة الاسلامية الدولة السعودية في هذا العصر كما كان حال سلفها الدولة التركية القديمة، حاربت الدولة السعودية والدعوة الاسلامية في عهد الدولة السعودية الاولى، في عهد أبناء الشيخ محمد بن عبدالوهاب – رحمهم الله تعالى جميعًا – فلا يُستغرب ذلك على هؤلاء الوارثين لأولئك الهالكين، فلكل قوم وارث، والعجب كل العجب أن تجد من ينتسب أو بعض بعض أقول بعض ولا أُعمم، بعض من ينتسب إلى هذه البلاد يلجأ الى أعداء الدعوة الإسلامية ويرى كل بلاء في تلك البلاد ومع ذلك لا يهزه ذلك ولا يغير منه شعرة، يرى الشرك بالله الأكبر والأصغر، يسمعه ويراه ويرى المنكرات المأذون لها والمشرع لها، ويرى المحرمات والموبقات المرخص لها، ومع ذلك كله لا تزال هذه عندهم هي الدولة التي ستعيد للإسلام نقاوته وقوته وجِدته، والإسلام القائم عندنا لا يرونه شيئًا، بل يذمونه وبعضهم يتبرأ الى الله منه ويخاصم أهله ويحارب أصحابه، فلا إله إلا الله، نسأل الله العافية والسلامة (وَاللَّهُ غَالِبٌ عَلَى أَمْرِهِ وَلَكِنَّ أَكْثَرَ النَّاسِ لَا يَعْلَمُونَ)، ولن يضرونا بإِذنِ الله – تبارك وتعالى – شيئًا، قال – جل وعلا – : (إِنْ تَنْصُرُوا اللَّهَ يَنْصُرْكُمْ وَيُثَبِّتْ أَقْدَامَكُمْ * وَالَّذِينَ كَفَرُوا فَتَعْسًا لَهُمْ وَأَضَلَّ أَعْمَالَهُمْ)،(وَلَقَدْ سَبَقَتْ كَلِمَتُنَا لِعِبَادِنَا الْمُرْسَلِينَ(171)إِنَّهُمْ لَهُمْ الْمَنصُورُونَ(172)وَإِنَّ جُندَنَا لَهُمْ الْغَالِبُونَ(173)فَتَوَلَّ عَنْهُمْ حَتَّى حِينٍ(174)) الى آخر الايات.