الرد على فرية أن محمد بن عبدالوهاب جاء بدين جديد – الشيخ : محمد بن هادي المدخلي

عدد الملفات المرفوعه : 1

فهذه الفرية نحمد الله -جل وعلا- أن جعلها فريةً سمِجة واضحة في البطلان ، إذ كل عاقل يقرأ كتب هذا الإمام يعلم ذلك بل كل عامي من عوام المسلمين يصل إليه علم هذا الإمام وخبره وأخبار دعوته الإسلامية الصحيحة يعلم علم اليقين أن هذه فرية بلا مريه، وهي كما قيل فسادها يُغني عن افسادها، فهي واضحة الفساد فاضحة لمن ذهب يرددها بأنه من أهل الكذب والبهتان والعناد، هذه الفرية معاشر الأحبة هي القول بأن الوهابية دين جديد ، وأن الإمام محمد بن عبدالوهاب جاء بدين جديد وتلقفها العوام وروج لها الأعداء في كل زمان ومكان ، حتى بلغت في عصرنا هذا إلى مرضى القلوب ممن غصّوا بدعوة التوحيد وشرِقوا بها، فطوروا هذه الكذبة وزادوا فيها وقالوا: الوهابية دين سعودي جديد، فأخذ بعضهم هذه الفرية التي هي فرية بلا مرية، وجعلها عنوان لكتاب كتبه، يقع في مجلد كبير بلغ عدد صفحاته في طبعته الأولى 1272 صفحة، وفي طبعته الثانية 1566 صفحة ، سوده كما سود اسلافه أوراقهم بالأكاذيب، فهذا سوده بالأكاذيب كاسلافه ، وسوده بالأقوال المنقولة عن خصوم هذه الدعوة الإسلامية والملة الحنيفية، وليس ذلك بغريب على من يتخذ بلاد الكفار في هذه الأعصار وفي سابق الأعصار ، من يتخذ بلاد الكفار دار اقامة له ويؤثرها على بلاده وعلى بلاد أهل الإسلام والقرآن والسنة والتوحيد، وعلى بلاد العقيدة الصحيحة ، أقول لا يُستغرب على هؤلاء فمثلًا صاحب هذا الكتاب العجيب أنه يجعل عنوان كتابه هذا الذي سمعتموه ويقيم أين؟ ، يقيم في السويد، البلاد التي يسب أهلها رسول الله -صلى الله عليه وسلم-، ويتنقصوه -صلوات الله وسلامه عليه- في صحفهم وفي مجلاتهم، فهذه البلدان الغربية كلنا سمعنا فيها وسمعنا ما وقع فيها من الرسوم المتنقصة لرسول الله -صلى الله عليه وسلم-، ومع ذلك هؤلاء يُساكنونهم في السويد والدنمارك والنرويج وبلاد الإنجليز وهكذا في امريكا وهكذا، فيطلبون الحماية منهم ويلجئون عندهم سياسيًا ، ويقومون بعد ذلك بشن الحملة الكاذبة في هذا العصر على شيخ الإسلام الإمام محمد بن عبدالوهاب ، فلا يُستغرب من هؤلاء أن يكتبوا مثل هذه الأكاذيب، التي يُستحيا من ذكرها وتُضحِك الثكلى ، ويكفي هذا الكاتب الكاذب هو وأمثاله من المعاصرين، يكفيهم عارًا وشنارًا ترديدهم لأكاذيب خصوم الدعوة الأوائل أمثال ابن عفالج الأحسائي ، وأحمد بن علي الجباني ، وعلوي الحداد ، وحسن بن عمر الشطي ، وأحمد زيني دحلان، والعاملي ، وجميل صدقي الزهاوي وغيرهم ، يكفيهم أن يرددوا كلام هؤلاء حتى فضحوا أنفسهم فنقلوا عنهم من أن الإمام محمد بن عبدالوهاب كان يدّعي النبوة ، وبعضهم يقول إن لم يدعيها بلسانه بلسان مقاله فهو يدعيها بلسان حاله ، أقول هذا الكاتب الكاذب السابق ذكره وذكر كتابه يذكر مثل هذه الاكاذيب في كتابه هذا ، وكتابٌ معاشر الأحبة يُذكر فيه مثل هذه الأكاذيب، ماهي بالله قيمته عند كل من له عقل ويحترم نفسه ويعرف دين الإسلام ويعرف مبادئ دين الإسلام الأساسية ، ما قيمة هذا الكتاب وهذا الكاتب الكاذب عنده؟ ، في الحقيقة إنه لا شيء ، وليس ذلك بغريب معاشر الأحبة ، فإن أدعياء العلم رأوا هذا الإمام ورأوا دعوته وصدقها وصفائها ونقائها ، فالسابقون منهم كانوا يخشون إن هم اتبعوه أن ينحط مقامهم ويصغر شأنهم عند العامة ، بحيث أن العوام يقولون عنهم إنهم كانوا يزعمون بأنهم علماء، ويتصدون للفتوى والتعليم، وقد أتى هذا الشيخ وأباد جهلهم وفساد عقائدهم وأنهم ليسوا على شيء ، إلى غير ذلك مما يمليه عليهم الشيطان، فقادهم إلى هذا القول الهواء ، والكبر ، وحب الرئاسة -نسأل الله العافية والسلامة – ، فلما فشلوا في عصر الإمام -رحمه الله- في ميدان الحجج العلمية خرجوا صفر اليدين، فلما لم يبقى لديهم سلاح يحاربون به هذه الدعوة الإسلامية الصحيحة والملة الحنيفية النقية شرعوا في اختلاق الأكاذيب والإفتراءات وينسبونها إلى الشيخ، وشرعوا في استعمال الدعايات الكاذبة والإشاعات الباطلة ، وطفق بعضهم يكتب في عصر الشيخ إلى الأتراك في بلاد تركيا وإلى الأشراف في بلاد الحجاز بأن هذا الشيخ -يعنون محمد بن عبدالوهاب رحمه الله – ،بأنه مبتدع وجاء بدين جديد، وجاء بمذهب خامس ولا يحب الرسول وهكذا من الأكاذيب والإفتراءات التي جاءوا بها وافتروها عليه ونسبوها زورًا وبهتانًا إليه -رحمه الله تعالى- ، كل هذا لما افلسوا ولم يبقى في يديهم شيء من الأسلحة التي يواجهون بها هذا الإمام ويواجهون دعوته، وفعلوا ذلك لتنفير الناس كما اجتهد فيه الأتراك في ذلك الحين ، ونبزوا اتباع الشيخ بالوهابية ، وجعلوا هذا اللقب على اتباع الشيخ ، هذه الفرقة السلفية جعلوه عنوان عليها لينفروا الناس عن دعوة التوحيد بسبب هذه الدعايات الكاذبة والإشاعات الباطلة ، يصدون الناس عن اعتناق الخير والهدى ، ولكن الله -جل وعلا- رد كيدهم في نحورهم وعاملهم بنقيض قصدهم فانتشرت دعوة الشيخ في سائر الأقطار ، وعرف الناس صحتها وحقيقتها ، وأنها لا تخرج عن نطاق الكتاب والسنة ، فاتبعها الناس وقبلوها وكثُر القابلون لها ، ليس فقط في بلاد نجد وليس في الجزيرة العربية بل في أغلب العالم ولله الحمد، والّفوا فيها الكتب في تأييدها والدفاع عنها ، ولاتزال ولله الحمد الى يومنا هذا تزداد قوة ونفوذًا وانتشارًا، فنسأل الله -جل وعلا- أن يبارك فيها ما كرت الأيام والليالي وأزال الله دولة أعدائها دولة الأشراف ودولة الأتراك الذين تصدوا لحربها ، ومكن الله لها في الدولة السعودية الثانية ، ومكن الله لها ثالثة في هذه الدولة الفتية القوية الدولة السعودية الثالثة مرة أخرى حينما أقام الله -جل وعلا- الملك الراحل عبد العزيز بن عبد الرحمن آل فيصل -رحمه الله- وبسطت سيطرتها هذه الدعوة ونفوذها على معظم الجزيرة العربية ، على بلاد نجد والحجاز وبلاد الشرقية الأحساء وما كان نحوها ، وهكذا في عسير ، وهكذا في تهامة ‏عسير ، وهكذا في قطاع جازان إلى الحدود اليمنية ، بسطت ولله الحمد لوائها المبروك على أهل هذه الرقعة ثم بعد ذلك قاموا بنصرتها ونشرها ‏في العالم كله ، وفشلت هذهِ المحاولات عند السابقين وستفشل ولله الحمد عند اللاحقين ، فمثل هؤلاء الكذابين لا ‏يضرون إلَّا أنفسهم ولا يضرون دين الله شيئًا ، ‏ومن شاهد حال أهل هذه الدعوة علم كذب هؤلاء الكذابين المفترين الذين يفترون على هذه الدعوة وعلى القائم بها شيخ الإسلام محمد بن عبدالوهاب ، وإننا لنقول لهم هؤلاء المفترين نقول لهم : أرونا ‏هذا الدين الذي جاء به شيخ الإسلام محمد بن عبدالوهاب في شيء من مؤلفاته ، هذا الدين الجديد الذي تكذبون فيه على الشيخ وتنسبونهُ إليه أرونا إياه في شيء من مؤلفاته ، ‏أو مؤلفات أبنائه ، أو أحفاده ، بل في مؤلفات ‏أئِمة الدعوة عموماً أرونا إياه، ‏ماذا جاءوا به حتى ‏نقف معكم على هذا الدين الجديد ، وإن الجديد يعني : الحادث الذي لم يسبق إليه ، تقول ثوب جديد يعني : لم يسبق أن فُصِلَ لك ولبستهُ ، ‏فحينما يقول هؤلاء الكذابون دينٌ جديد معنى هذا أنه لم يسبق للناس السماع به ولا معرفته ، فنحنُ نقول لهؤلاء المفترين ‏أولاً هذا الشيء، أرونا هذا الدين الجديد في مؤلفات شيخ الإسلام محمد بن عبدالوهاب أو مؤلفات أبنائه أو مؤلفات أحفاده وتلاميذهِ وأئِمة الدعوة ، هاتي ، لا شك أنهم لن يستطيعوا أن يثبتوا حرفًا واحدًا في كتب الشيخ وأولاده وتلاميذه وأحفاده وأئمة الدعوة كلهم -رحمهم الله ووفق من بقي في عصرنا هذا منهم- ، وأما نحن فإننا نقول لهؤلاء الكذبة ‏بكل قوة وصراحة ‏ورباطَةِ جأش ‏: هذه كتب شيخ الإسلام محمد بن عبدالوهاب تطبع وتنشر ، وكتب أولادهِ وتلاميذهِ وأحفادهِ وكتب أئِمة الدعوة جميعاً -رحمهم الله- كلها مطبوعة تطبع وتنشر ، تبين إعتقاد الشيخ ودين الشيخ وما دعا إليه الشيخ ، فأنتم ‏هاتي أرونا ‏واثبتوا مقالكم ، وإلا فعندئذ يخزي الله -جل وعلا- الكاذب ، ويظهر الله -سبحانه وتعالى- الصادق ، ويعلم حينئذٍ الناس أن هؤلاء ‏الكذابين حالهم قد انكشف ، فأصبحوا كما قال الله فيهم :

(كَسَرَابِ بِقِيعَةٍ يَحْسَبُهُ الظَّمْآنُ مَاءً – الظمآن الذي يخدع بهم – حَتَّىٰ إِذَا جَاءَهُ لَمْ يَجِدْهُ شَيْئًا وَوَجَدَ اللَّهَ عِندَهُ فَوَفَّاهُ حِسَابَهُ).

‏أيها الأخوة أيها الأحبة إن الناظر في رسائل الشيخ وكُتبهِ والقارئ لمؤلفات الشيخ ‏يعرف تمامًا كذب هؤلاء وفرية ‏هؤلاء ، ‏إن رجلاً يؤلف المؤلفات ويخط الرسائل ويرسلها إلى جميع الجهات إلى العوام وإلى العلماء وإلى الحكام وإلى الوجهاء في أقوامهم كيف سيخفى حاله على الناس؟! ،  ‏ولكن الكاذب أعمى ، وهؤلاء مثلهم مثل الخفافيش ‏كلما ازداد ‏النهار وضوءً إزدادوا عمى :

خفافيش أعماها النهار بضوئه … ووافقها قطع من الليل مظلم

مثل النهار يزيد أبصار الورى … نوراً ويعمي أعين الخفاش

‏معاشر الأحبة هذا ‏شيخ الإسلام -رحمه الله رحمةً واسعة- يقول في رسالته إلى أهل القصيم ، في رسائله الشخصية في القسم الخامس منها في الصفحة الثامنة يقول متكلماً عن دينه وعقيدته بعد بسم الله الرحمن الرحيم يقول : “أشهد الله، ‌ومن ‌حضرني من الملائكة، وأشهدكم، أني أعتقد ما اعتقدته الفرقة الناجية، أهل السنة والجماعة: من الإيمان بالله، وملائكته، وكتبه، ورسله، والبعث بعد الموت، والإيمان بالقدر خيره وشره” هكذا يصرح -رحمه الله ‏تعالى- في هذه الرسالة العظيمة التي يفصل فيها مجمل اعتقاده حينما أرسلها إلى أهل القصيم ليرد بهذا جهل ‏هؤلاء الجاهلين ، ويرد ‏بهذا كذب هؤلاء الكذابين عليه -رحمه الله تعالى- ، ويقول أيضًا في رسالته إلى الشيخ فاضل آل مزيد ‏رئيس بادية الشام في صفحة 32 ‏من الرسائل الشخصية يقول له : ” اعلم أنه ‌لا ‌ينجيك إلا اتباع رسول الله -صلى الله عليه وسلم- والدنيا زائلة ، والجنة والنار ما ينبغي للعاقل أن ينساهما “ ‏الله أكبر معاشر الأحبة رجل يقول لهذا الإنسان رئيس بادية الشام يقول له : ” اعلم أنه ‌لا ‌ينجيك إلا اتباع رسول الله -صلى الله عليه وسلم-“ مثل هذا ‏يتصور أن يقال عنه أنه يدعي النبوة؟ ، فسبحان الله ما أعظم الكذب وما أقصر حبلهُ -نسأل الله العافية والسلامة- ، ويقول أيضاً في رسالته التي أرسلها إلى السويدي عالمٌ من أهل العراق وقد كان أرسل ‏لشيخ الإسلام محمد بن عبدالوهاب كتاباً يسألهُ عما يقول الناس فيه فأجابه بهذه الرسالة يقول في صفحة 36 : ” بسم الله الرحمن الرحيم من ‌محمد ‌بن ‌عبد ‌الوهاب، ‌إلى ‌عبد ‌الرحمن ‌بن ‌عبد ‌الله، سلام عليكم ورحمة الله وبركاته ، أما بعد، فقد وصل كتابك وسر الخاطر، جعلك الله من أئمة المتقين، ومن الدعاة إلى دين سيد المرسلين “ فيا عباد الله إنسان يدعو إلى دين سيد المرسلين يقول فيه هؤلاء الكذابون إنه جاء بدينٍ جديد ؟ ، لا إله إلا الله ما أعظم كذب هؤلاء الكذابين الذي افتروهُ و جائوا به ورموا به شيخ الإسلام ‏محمد بن عبدالوهاب ، ولكن كلما عظمت الكذبة فضح الله صاحبها وإذا اراد الله بك نصراً أو اراد الله لك نصراً جعل خصمك يأتي بالكذب الواضح والجهل الفاضح ، اسمعوا شيخ الإسلام ماذا يقول يقول -رحمه الله – لِسىويدي ‏يقول : ” قد وصل كتابك وسر الخاطر، جعلك الله من أئمة المتقين، ومن الدعاة إلى دين سيد المرسلين” فدعوة هذا الإمام إنما هي دعوةٌ إلى دين الله الذي جاء به سيد المرسلين سيد رسل الله أجمعين -صلوات الله وسلامهُ عليه- محمد بن عبدالله ، ثم قال: ” وأخبرك أني، ولله الحمد، متبع ولست بمبتدع؛ عقيدتي وديني الذي أدين الله به: مذهب أهل السنة والجماعة، الذي عليه أئمة المسلمين، مثل الأئمة الأربعة وأتباعهم إلى يوم القيامة ، لكني بينت للناس إخلاص الدين لله، ونهيتهم عن دعوة الأحياء والأموات من الصالحين، وغيرهم، وعن إشراكهم فيما يُعبد الله به من الذبح والنذر والتوكل والسجود وغير ذلك مما هو حق الله، الذي لا يشركه فيه ملك مقرب ولا نبي مرسل، وهو الذي دعت إليه الرسل من أولهم إلى آخرهم، وهو الذي عليه أهل السنة والجماعة ، وبينت لهم أن أول من أدخل الشرك في هذه الأمة هم الرافضة الملعونة الذين يدعون علياً وغيره، ويطلبون منهم قضاء الحاجات وتفريج الكربات “ ، ثم قال : ” وأنا صاحب منصب في قريتي، مسموع الكلمة فأنكر هذا بعض الرؤساء، لأنه خالف عادة نشؤوا عليها ، وأيضاً ألزمت من تحت يدي بإقام الصلاة، وإيتاء الزكاة، وغير ذلك من فرائض الله “ إلى آخر كلامه – رحمه الله تعالى – في هذه الرسالة العظيمة التي بينَ فيها كذب هؤلاء الكذابين عليه.
ويقول أيضاً -رحمهُ الله- في رسالتة إلى عبدالله بن محمد بن عبداللطيف في بلاد الأحساء في الصفحةِ 252 ، يقول : ” لست، ولله الحمد، أدعو إلى ‌مذهب ‌صوفي، أو فقيه، أو متكلم، أو إمام من الأئمة الذين أُعظِّمهم مثل ابن القيم والذهبي وابن كثير وغيرهم، بل أدعو إلى الله وحده لا شريك له، وأدعو إلى سنة رسول الله -صلى الله عليه وسلم- التي أوصى بها أول أمته وآخرهم ، وأرجو أني لا أرد الحق إذا أتاني؛ بل أُشهد الله وملائكته وجميع خلقه، إن أتانا منكم كلمة من الحق لأقبلنّها على الرأس والعين، ولأضربن الجدار بكل ما خالفها، من أقوال أئمتي، حاشا رسول الله -صلى الله عليه وسلم-، فإنه لا يقول إلا الحق “ إلى آخرِ هذه الرسالة التي بين فيها ماهو عليه ، وهكذا لهُ رسالة أُخرى في صحيفة 270 ، “بسم الله الرحمن الرحيم من محمد بن عبد الوهاب، إلى من يصل إليه من الإخوان، المؤمنين بآيات الله، المصدقين لرسول الله، ‌التابعين ‌للسواد ‌الأعظم من أصحاب رسول الله والتابعين لهم بإحسان، وأهل العلم والإيمان المتمسكين بالدين القيم عند فساد الزمان، الصابرين على الغربة والامتحان؛ سلام عليكم ورحمة الله وبركاته ،أما بعد، فإن الله سبحانه بعث نبيكم -صلى الله عليه وسلم- على حين فترة من الرسل، وأهل الأرض من المشرق إلى المغرب قد خرجوا عن ملة إبراهيم، وأقبلوا على الشرك بالله، إلا بقايا من أهل الكتاب؛ فلما دعا إلى الله، ارتاع أهل الأرض من دعوته – يعني : خافوا -، وعادوْه كلهم، جهالهم وأهل الكتاب عبادهم وفساقهم، ولم يتبعه على دينه إلا أبو بكر الصديق، وبلال، وأهل بيته -صلى الله عليه وسلم-، خديجة وأولادها، ومولاه زيد بن حارثه، وعلي -رضي الله عنه- “ إلى آخرِ هذه الرِسالة التي قال فيها : ” اصبروا يا إخواني، واحمدوا الله على ما أعطاكم من معرفة الله سبحانه، ومعرفة حقه على عباده، ومعرفة ملة أبيكم إبراهيم، في هذا الزمان، التي أكثر الناس منكر لها. واضرعوا إلى الله أن يزيدكم إيماناً ويقيناً وعلماً، وأن يثبت قلوبكم على دينه، وقولوا كما قال الصالحون الذين أثنى الله عليهم في كتابه: {رَبَّنَا لا تُزِغْ قُلُوبَنَا بَعْدَ إِذْ هَدَيْتَنَا وَهَبْ لَنَا مِنْ لَدُنْكَ رَحْمَةً إِنَّكَ أَنْتَ الْوَهَّابُ} “
إلى آخرِ ماقال في هذهِ الرِسالة ، وهكذا من أرادَ أن يتتبعَ هذا القِسمُ من الرسائل الشخصية لهُ -رحمهُ الله- في هذهِ القضيّة ، وفي هذا الباب فإنّهُ سيأتي بمجلد من النقول فضلاً عن بقيَّةِ كُتُبِهْ التي كتبها -رحمهُ الله- تعالى ، ومن أشهرها ما يعرفهُ حتى صِغار الصِبيان في التحافيظ التي يقرأون فيها القُرآن في معرفةِ الأصول الثلاثة التي يُحفظُها هؤلاء الصِغار معرفةُ العبدِ ربَّـهُ ونَبِيَّـهُ ﷺ ومعرفةِ دين الإسلام بالأدلة ، هذا الذي يقولهُ هذا الإمام -رحمهُ الله- وكُتُبهُ طافحه بذلك وهكذا كُتُب أولادِهْ -رحمهم الله تعالى- أبناؤهُ من بعده وتلاميذهُ ،وهكذا أحفادُه وتلاميذُ تلاميذِهْ ،وهكذا عامةُ أئِمَة الدعوةِ الإسلامية في بلاد نجد -رحم اللهُ من مات منهم ووفق من بقيّ- كُلهُّم على هذا ، هذهِ كِتاباتُهم ، هذهِ مؤلفاتُهم ، هذهِ فتاواهُم ، فليأتي لنا هؤلاء الكذّابون بحرفٍ واحدٍ يُظهِرون فيه شيخ الإسلام ، وأبناءهُ ، وتلاميذهُ ، وأحفادهُ ، وعُلماء الدعوة النجدية ، هذه الدعوة السلفية التي جددها الله -سُبحانه وتعالى- على يدِ هذا الإمام هذهِ الدعوة الإسلامية النقيّة ،يأتون بحرفٍ واحدٍ عن هؤلاء جميعاً يُقيمُه على أنّهُ حادثٌ جديدٌ لايُعرف في دِين الإسلام الذي جاء بهِ سيدُ الأنام -صلوات الله وسلامهُ عليه-فإن لم يفعلوا ولن يفعلوا فعليهم أن يتقوا النَّار التي وقودها النَّاسُ والحجارة أُعِدَتْ للكافرين.


  • (قراءات في الرسائل الشخصية لشيخ الإسلام محمد بن عبدالوهاب – رحمه الله – تدفع عنه الإفتراءات (ش:4).

شاهد-على-اليوتيوب

  • 1441/12/22
  • مشاهدات : 1٬486
  • مشاركة :
حقوق النشر لكل مسلم بشرط ذكر المصدر.
تنفيذ : تصميم مصري