الرد على فرية أن محمد بن عبدالوهاب ادعى النبوة – الشيخ : محمد بن هادي المدخلي

عدد الملفات المرفوعه : 1

فيقول – رحمه الله – في رسالته لأهل القصيم كتبها لما سألوه عن عقيدته ، في المجلد الخامس الذي هو قسم الرسائل الشخصية في الصفحة العاشرة من هذا المجلد ، يقول – رحمه الله – : ” ‌أشهد ‌الله، ‌ومن ‌حضرني ‌من ‌الملائكة، وأشهدكم، أني أعتقد ما اعتقدته الفرقة الناجية، أهل السنة والجماعة: من الإيمان بالله، وملائكته، وكتبه، ورسله “ إلى أن قال : ” وأومن بأن نبينا محمداً صلى الله عليه وسلم ‌خاتم ‌النبيين والمرسلين ” فانظروا يا اخوتي الكرام إلى كلام الشيخ هذا الواضح الصريح حيث يقول : ” وأومن بأن نبينا محمداً صلى الله عليه وسلم ‌خاتم ‌النبيين والمرسلين ، ولا يصح إيمان عبد حتى يؤمن برسالته ويشهد بنبوته “.
الحمد لله ما أحسن الصدق فإن الله – سبحانه وتعالى -يظهر صاحبه كما قال – جل وعلا – : “بَلْ نَقْذِفُ بِالْحَقِّ عَلَى الْبَاطِلِ فَيَدْمَغُهُ فَإِذَا هُوَ زَاهِقٌ ۚ وَلَكُمُ الْوَيْلُ مِمَّا تَصِفُونَ (18)” سورة الأنبياء ، “وَقُلْ جَاءَ الْحَقُّ وَزَهَقَ الْبَاطِلُ ۚ إِنَّ الْبَاطِلَ كَانَ زَهُوقًا (81)” سورة الإسراء ، هذا شيخ الإسلام يقول : ” أومن بأن نبينا محمداً صلى الله عليه وسلم ‌خاتم ‌النبيين والمرسلين ” يعني ختمت به النبوة ، وختمت به الرسالة ، ” ولا يصح ايمان عبد حتى يؤمن برسالته ، ويشهد بنبوته “ ، فمن كان يا معشر الأحبة هذا مقاله ، وهذا لفظه أيصح أن يُنسب إليه هذه الفرية ؟ ، أيصح أن يُنسب إليه أنه يدعي النبوة ؟ ، وهو يصرح بلسانه بأنه يؤمن بأن النبوة قد ختمت ، والرسالة قد ختمت برسول الله ﷺ محمد بن عبدالله – صلوات الله وسلامه عليه – ، هذا والله أعجب العجب حينما يقول الإنسان عن نفسه ، ويشهد لمقاله واقع حاله في تدريسه ، ودعوته ، وتعليمه الناس الخير ، ودعوتهم إليه ، وفي سائر مؤلفاته ، ومع هذا لا يزال هؤلاء الكذابون المفترون يفترون عليه هذه الإفتراءات ، ويقول أيضًا – رحمه الله – في صفحة ١٥٢ من هذا القسم ، يقول – رحمه الله – : ” واعلم أن ‌التوحيد: ‌هو ‌إفراد ‌الله سبحانه بالعبادة، وهو دين الرسل الذي أرسلهم الله به إلى عباده. فأولهم نوح، عليه السلام، أرسله الله إلى قومه لما غلوا في الصالحين: ودّ وسواع ويغوث ويعوق ونسر. وآخر الرسل محمد صلى الله عليه وسلم، وهو الذي كسر صور الصالحين ” فانظروا إلى تصريحه هنا بأن النبي ﷺ هو آخر الرسل ، وهو الذي كسر الصور التي كانت تُعبد قبل بعثته – عليه الصلاة والسلام – ، ويقول أيضًا في صفحة ١٥٥ من هذا الكتاب نفسه ، يقول – رحمه الله – رادًا على هؤلاء الذين يفترون عليه هذه الإفتراءات ، يقول – رحمه الله – : ” فإذا عرفت ‌دين ‌الله ‌الذي بعث به الرسل من أولهم إلى آخرهم، الذي لا يقبل الله من أحد ديناً سواه، وعرفت ما أصبح غالب الناس فيه من الجهل بهذا، أفادك فائدتين ” فيصرح هنا في هذا الموضع الثالث أيضًا بأن الله – سبحانه وتعالى – قد ختم الرسالة بنبينا محمد ﷺ ، وأن دين هؤلاء الرسل جميعًا من أولهم نوح كما سبق عنه إلى آخرهم محمد ﷺ الذي كسر الأصنام ، وهذا الدين هو الذي لايقبل الله من أحد سواه عرفت حينئذ مافيه غالب الناس من الجهل بهذا الدين ، فهنا تصريح واضح بأن أول الرسل هو نوح وآخرهم محمد ﷺ ، والذي صرح به قبل قليل أجمله هنا – رحمه الله – ، فهذه الكلمات والعبارات الصريحات عنه – رحمه الله – تثبت عقيدته في هذا الباب – باب النبوة والرسالة للنبي ﷺ ، وأن الله قد ختمها به – عليه الصلاة والسلام – ، فكيف يُكذب بعد ذلك على هذا الإمام – رحمه الله – ، وأما إذا نظرت كما ذكرنا البارحة إلى مؤلفاته فإنك ستجد الكم الكثير والوفير ، ومن أشهرها بين الناس وأكثرها شيوعًا (كتاب التوحيد) ، فإنك إذا نظرت فيه في أبوابه فإنك ستجد كلامه واضحًا أيضًا صريحًا في هذا ، حينما تكلم على حديث : ” إنما أخاف على أمتي الأئمة المضلين “ وفيه ” وإذا وقع عليهم السيف لم يرفع إلى يوم القيامة ، ولا تقوم الساعة حتى يلحق حي من أمتي بالمشركين ، حتى تعبد فئام من أمتي الأوثان ، وإنه سيكون في أمتي كذابون ثلاثون كلهم يزعم أنه نبي وأنا خاتم النبيين لا نبي بعدي “ فهل الذي يُصنف في كتبه هذا الكلام يضمر في نفسه دعوى النبوة ؟ ألا قبح الله الكذب وأهله ، وقطع دابرهم ، وفي هذا الباب نفسه ذكر على هذا الحديث في المسائل المستنبطة في آخر الباب ، قال في المسألة الثامنة : ” العجب العجاب خروج من يدعي النبوة مثل المختار مع تكلمه بالشهادتين ، وتصريحه أنه من هذه الأمة ، وأن الرسول حق ، وأن القرآن حق “ فانظروا إلى إنكاره الصريح على من ادعوا النبوة كما بين النبي ﷺ أنهم سيخرجون في آخر الزمن من بعده – عليه الصلاة والسلام – ، أيليق بعد هذا أن يقال إن شيخ الإسلام – رحمه الله – يدعي النبوة ؟ ، هذا والله الكذب ، إن لم يكن هذا هو الكذب فنحن لا نعرف الكذب على الإطلاق ، فما افتراه هؤلاء المفترون من أبطل الباطل وأمحن المحال ، وأعجب من ذلك كله زعمهم أنه – رحمه الله – يضمر دعوى النبوة ، هذا أمر قلبي كيف اطلعوا على مافي قلبه ، ومافي القلوب لا يعلمه إلا الله – تبارك وتعالى – ، ولا يمكن أن يعلمه غيره ، وهذا صريح كلامه ومنطوق كلامه – رحمه الله – في هذا الباب ، فكيف يُترك منطوقه ويقال إنه يضمره في نفسه ؟ ، كيف عرفتم أيها الكذابون مافي قلبه ؟ ، فإذا ساغ لكم ذلك فهذا دليل على سفهكم ، وعلى نقصان عقولكم أو ذهابها إذ لا يعلم مافي القوب إلا الله – سبحانه وتعالى – ، فإن قلتم إنه قد صرح به فهاتي ، إيتونا بالموضع الذي صرح به أو صرح فيه بأنه يدعي لنفسه النبوة ، وأنه بلسان حاله يدعي لنفسه هذه النبوة ، فإن لم تستطيعوا ولن تستطيعوا ولو حاولتم ما حاولتم فعليكم أن تتقوا الله ، وأن تخافوا الله – سبحانه وتعالى – فإنكم ستقدمون على الله والله سيحاسبكم على كل ما تقولون وتفعلون ، إن شيخًا جليلًا وإمامًا شهيرًا فاضلًا نبيلاً كالإمام المجدد شيخ الإسلام محمد بن عبدالوهاب – رحمه الله – قد اشتهرت دعوته التي يدعو الناس إليها ، في مصنفاته المطولة ، وفي رسائله المختصرة ، وفي مصنفاته أيضًا المختصرة ، وقد بين – رحمه الله – في هذه المصنفات والتآليف جميع الشبه التي رمي بها ، ولبس على الناس بها ، وجعلت طريقًا لصد الناس عن اتباعه في دعوته التي جاء مجددًا لها وهي دين نبينا ﷺ فأي شيء يخفيه في نفسه بعد ذلك أيها الكذابون الضالون ، لو كانت هذه الفرية لها مكان ، ولها قيمة لكان العقلاء من الناس قد طاروا به من كل جانب ، ولكن لما كان هؤلاء الكذابون قد بهتوا وذلك بفضل الله – سبحانه وتعالى – ماتت هذه التهمة وهذه الفرية ، ولكنا نجد أمثال هذه الكاتب البآئس الكاذب في هذا الزمن وأمثاله قد طمس الله – سبحانه وتعالى – على بصائرهم فلا يستحيون من الكذب ، وإلا فلا تستحق ردًا أكثر من إحتقار صاحبها ، وأكثر من كشف عورته ، وليس أبلغ في الرد عليها أن تحال على كل عاقل ليسمع كلام هذا المبطل الذي يردد مثل الببغاوات كلام هؤلاء المبطلين الذين قد فضحهم الله – سبحانه وتعالى – في ما قالوه وبهتوا به الشيخ – رحمه الله – ، وإذا كان هذا شيخ الإسلام قد كذب عليه هذه الكذبة العظيمة وسابقتها التي هي أنه جاء بدين جديد فكيف ممن يزعم أنه متجرد وممن يُزعم له العلم ، فكيف بمن هو دونه في العلم إذا افترى عليه الجهال ، وافترى عليه الكذابون ، وافترى عليه المفترون ماهو دون ذلك بكثير ليس بغريب معاشر الأحبة على هؤلاء الكذابين وأمثالهم كبروا أم صغروا ليس بغريب عليهم أن يبهتوا أهل الحق سواء كانوا في رتبة الإمام محمد بن عبدالوهاب ، أو رتبت الإمام ابن القيم ، أو رتبت شيخ الإسلام ابن تيمية ، أو رتبت الإمام أحمد ، وقد افتري على هؤلاء جميعًا ، ليس بغريب على كل مفتر أن يفتري على من أراد أن يفتري عليه ، والله – سبحانه وتعالى – هو الموعد


  • (قراءات في الرسائل الشخصية لشيخ الإسلام محمد بن عبدالوهاب – رحمه الله – تدفع عنه الإفتراءات (ش:5).

شاهد-على-اليوتيوب

  • 1441/12/24
  • مشاهدات : 844
  • مشاركة :
حقوق النشر لكل مسلم بشرط ذكر المصدر.
تنفيذ : تصميم مصري