يا معاشر الأحبة لنصطحب دائمًا وأبدًا وفقني الله وإياكم : الخوف من الهوى والحذر منه ، وتعاهد النفس في هذا الباب ؛ فإن الله – جل وعلا – يا معاشر الأحبة قد قال لنبي من أنبياءه ورسول من رسله : ” يَا دَاوُودُ إِنَّا جَعَلْنَاكَ خَلِيفَةً فِي الْأَرْضِ فَاحْكُم بَيْنَ النَّاسِ بِالْحَقِّ وَلَا تَتَّبِعِ الْهَوَىٰ فَيُضِلَّكَ عَن سَبِيلِ اللَّهِ ۚ إِنَّ الَّذِينَ يَضِلُّونَ عَن سَبِيلِ اللَّهِ لَهُمْ عَذَابٌ شَدِيدٌ بِمَا نَسُوا يَوْمَ الْحِسَابِ (26) ” (سورة ص) فصاحب الهوى يا معاشر الأحبة ولو بلغ ما بلغ من العلم الهوى يعميه ويرديه – نسأل الله العافية والسلامة -، إذ حبك الشيء يعمي ويصم ، كما جاء ذلك في الحديث ، فيا معاشر الأحبة لا تظنوا أن العالم مهما بلغ علمه إذا لم تدركه رحمة الله ويخلصه من الهوى يسلم ، فكلنا معاشر الأحبة مفتقرون إلى الله ، ويجب علينا التضرع واللجوء إليه – سبحانه وتعالى – والإطراح بين يديه في كل وقت وحين ، ومن كان بالله أعرف كان منه أخوف ، فأهل العلم بالذات يكثرون من قول الله – جل وعلا – : ” رَبَّنَا لَا تُزِغْ قُلُوبَنَا بَعْدَ إِذْ هَدَيْتَنَا وَهَبْ لَنَا مِن لَّدُنكَ رَحْمَةً ۚ إِنَّكَ أَنتَ الْوَهَّابُ (8) ” سورة آل عمران .