ومن الأعمال النافعة – في شهر شعبان – القيام فيه بالتهيأ له والسعي في قضاء حوائج إخواننا المسلمين ممن شحت في أيديهم الدنيا ، وقلت بين أيديهم الأرزاق التي يستعينون بها على الصيام في رمضان ، فينبغي أن يُحرص في هذا الوقت خاصة ، من كان له زكاة فاليقدمها ، فإن الناس محتاجون في هذا الوقت بخلاف رمضان فإن الناس يُكثرون فيه من الصدقات ، فتجد غيرك يُشاركك في هذا ، فأنت إن كانت زكاتك في رمضان تحل فلو قدمتها إلى شعبان ينتفع منها إخوانك الفقراء ، نفع الله بها نفعًا عظيمًا ، ووقعت عند الله موقعًا عظيمًا لأنها تأتي على حاجة والناس مُحتاجون ، وخصوصًا فقراء المسلمين فإنهم يفرحون بذلك ، فينبغي أن يُتعاهد إخواننا في هذا الباب ، من نعرف عنه الحاجة وقلة ذات اليد فإن رمضان صحيح هو شهر طاعة وعبادة ، ولكن الصرف فيه ليس كالصرف في غيره خصوصًا مع تغير الأحوال وتغير الناس في عاداتهم ، وأعرافهم ، وحوائجهم ، ثم إنه يُهيأ نفسه في هذه المدة قبل أن يأتي الارتفاع في الأسعار في شهر الصوم ، فيكون النفع ، إخراج الزكاة وتعجيلها في مثل هذا الوقت ، إن كانت تحل علينا في رمضان يكون أعظم وأعظم .