وهكذا الصبر على البلاء ، إذا نزل به بلاء مع إيمانه فإنه يصبر ، ويعلم أنه من الله -جلّ وعلا- ، وهذا البلاء إذا نزل بالعبد لا يخلوا صاحبه من أحول ثلاثة :
– إما أن يزاد به في حسناته ، وهذا كما يحصل للأنبياء -عليهم الصلاة والسلام- ، وأولياء الله الصالحين .
– وإما أن يحط به من سيئاته التي قد قارفها ، فإنه لا يزال البلاء بالعبد حتى يمشي على الأرض وما عليه خطيئة ، يكفر الله بها -جلّ وعلا- عنه من خطاياه .
– وإما أن يدفع عنه من السوء ما هو أعظم ، فإذا نظر إلى بلاء غيره وجد نفسه في خير ، إذ من نظر إلى المصاب الذي نزل بغيره هان في عينه مصابه ، فيحمد الله -جلّ وعلا- على ذلك ، فهذه نعمة من الله عظيمة ، وليس هذا إلا للمؤمن كما قال النبي صلى الله عليه وسلم .