مقاتلة أهل الشرك واجبة مع القدرة – الشيخ : محمد بن هادي المدخلي

عدد الملفات المرفوعه : 1

قد قال الله – جل وعلا – في هؤلاء جميعًا :(وَقَاتِلُوهُمْ حَتَّىٰ لَا تَكُونَ فِتْنَةٌ) يعني شرك ، فتخلوا البسيطة من الشرك وينتشر التوحيد ويعم الإسلام ، فالشرك هو الفتنة ؛ كما قال – جل وعلا – في هذه الآية ، وبينه – جل وعز – حينما حصل القتال في الشهر الحرام فأنكرت قريش على المسلمين ( يَسْأَلُونَكَ عَنِ الشَّهْرِ الْحَرَامِ قِتَالٍ فِيهِ ۖ قُلْ قِتَالٌ فِيهِ كَبِيرٌ ۖ وَصَدٌّ عَن سَبِيلِ اللَّهِ وَكُفْرٌ بِهِ وَالْمَسْجِدِ الْحَرَامِ وَإِخْرَاجُ أَهْلِهِ مِنْهُ أَكْبَرُ عِندَ اللَّهِ ۚ وَالْفِتْنَةُ أَكْبَرُ مِنَ الْقَتْلِ ۗ ) الفتنة التي هي الشرك أعظم عند الله وأشد وأكبر ، وأخطر من القتل لنفس ، فإن هذه معصية ، لو فرضنا أنها كانت بغير حق ، لو كانت بغير حق لكانت كبيرة من الكبائر لكنها دون الشرك ، فكيف بها وهي بحق ، فإذا كانوا قاتلونا ، وحصل منهم المقاتلة فلا بأس أن نقاتلهم في الشهر الحرام ، قال – جل وعلا – مبينًا : ( يَسْأَلُونَكَ عَنِ الشَّهْرِ الْحَرَامِ قِتَالٍ فِيهِ ۖ قُلْ قِتَالٌ فِيهِ كَبِيرٌ ۖ ) فمقاتلة أهل الشرك واجبة مع القدرة ، كما نبه على ذلك سماحة شيخنا – ابن باز – رحمه الله تعالى – ، أما إذا ضعف أهل الإسلام وجب عليهم أن ينتقلوا إلى الباب الثاني : بيان أن هذا لا يجوز ، والإنكار على أهله ، إعلان النكير عليهم في جميع المحافل والمجامع ، وتصنيف الكتب ونشرها بين الناس ، في الإنكار على هؤلاء الذين أشركوا وضلوا عن سواء السبيل ، وتحذير الناس منهم ، وبيان أنهم واقعون فيما أرسل الله – سبحانه وتعالى – نبيه محمد – صلى الله عليه وسلم – لإبطاله ومحاربة أهله حتى يكون الدين لله – سبحانه وتعالى – ، كما قال – جل وعلا – : (وَقَاتِلُوهُمْ حَتَّىٰ لَا تَكُونَ فِتْنَةٌ وَيَكُونَ الدِّينُ كُلُّهُ لِلَّهِ ۚ) فأمر – جل وعلا – بهذا ، لكن هذا مع الطاقة ، مع القدرة مع الاستطاعة ، فإذا لم تحصل الاستطاعة انتقل الموحد إلى المرتبة الثانية وهي : الإنكار على هؤلاء الذين ضلوا وأضلوا كثيرًا من الناس ، فوقعوا في عبادة غير الله ودعوا الناس إلى ذلك وحسنوه ، ولبسوه على العوام ، وموهوا عليهم ؛ فحينئذ لابد من البيان ؛ هذا لا يعذر فيه إنسان مستطيع قادر ، والناس فيه متفاوتون ، فيجب على طالب العلم المتمكن مالا يجب على العامي ، ويجب على العلماء مالا يجب على طلبة العلم ، فإنهم أوسع علماً وأقوى حجة ، وكل بحسب قوته وما آتاه الله – جل وعلا – ، ويجب الإنكار على أهله ولا يسكت عنهم حتى لا يستمر الناس في متابعتهم على هذا الباطل.


  • مقتطف من (التعليق على شرح القواعد الأربع للإمام ابن باز – رحمه الله -) .

شاهد-على-اليوتيوب

  • 1442/01/11
  • مشاهدات : 295
  • مشاركة :
حقوق النشر لكل مسلم بشرط ذكر المصدر.
تنفيذ : تصميم مصري