هؤلاء حقهم عظيم ، فهم أنصار رسول الله ﷺ ، والحامون لدينه ، والذابون عنه ، والناشرون له ، والمبلغون لسنته ﷺ ، والذابون عنها ، فإنَّ هذه السنة هي التي فسَّرت لنا كتاب ربنا تبارك وتعالى ، هؤلاء الأصحاب الكرام ، الأبرار الغُرَر ، الذين ما طلعت الشمس ولا غربت بعد الأنبياء والمرسلين على جيل أفضل منهم ! هؤلاء الصحابة الكرام هم حملة الدين ونقلته ، ومُبلغوه إلى هذه الأمة غضًا طريًا ، الواقفون بالمرصاد لكل من أراد أن يُحدِث في هذا الدين ماليس منه ، فبذلوا في ذلك المُهج ؛ في حياته ﷺ حتى أقرَّ الله عينه بنصرة هذا الدِّين ، وإظهاره ، وإعزازه وانتشاره ، ثم بعد أن التحق بالرفيق الأعلى ﷺ ، قاموا بذلك خير قيام ، فتصدوا للمرتدين ، وأقاموا عمود الدِّين ، وحموا بيضته من كل أفاك أثيم ، فلله درهم ، وعليه شكرهم ، ولهذا لما كانوا بهذه المثابة ؛ وجب على كل مسلم ومسلمة أن يعرف لهم حقهم ، فإن حقهم من الإيمان عند أهل السنة والجماعة ، حقهم بعد رسول الله ﷺ عظيم ، لأنهم كما قلت : هم حملة الدين ونقلته إلينا ، ولولا ما قاموا به في سبيل ذلك ، لما وصل إلينا الدِّين على ما نحن عليه اليوم .