من الناس من يقول : الشرك هو عبادة الأصنام -عبادة الأصنام فقط- ، نعم عبادة الأصنام شرك ، ولكن دعاء الأولياء والصالحين والاستغاثة بهم والاستعانة بالأموات ؛ هذا أيضًا شرك ، وهو ما عليه كثير من المنتسبين للإسلام ، تعظيم القبور والتبرك بها وزيارتها لأجل النفع ودفع الضرر هذا شرك أكبر ؛ لأنه عبادة لغير الله ما هو بس عبادة الأصنام ، وسيأتيكم أن النبي ﷺ بُعث إلى قوم متفرقين في عباداتهم ، منهم من يعبد الأصنام ، ومنهم من يعبد الأشجار ومنهم من يعبد الملائكة ومنهم من يعبد الأولياء والصالحين ؛ فقاتلهم رسول الله ﷺ ولم يفرق بينهم ما فرق بين من يعبد الصنم ومن يعبد الأولياء والصالحين ما فرق بينهم قاتلهم جميعًا لأنهم كلهم مشركون ما فرق بينهم في الحكم كما يفرق هؤلاء الذين يعبدون الأولياء والصالحين والقبور ويبنون عليها المشاهد ، ويقول هذا ما هو بشرك الشرك هو عبادة الأصنام ونحن ما عبدنا الأصنام ؛ عبادة الأصنام نوع من أنواع الشرك ، ما هو الشرك مقصور عليها ، فيجب أن تعرف هذا ، ولا تنخدع بأقوال هؤلاء ؛ يسمون الشرك بغير اسمه ويقولون هذا توسل ! الاسم ما يغير الحقيقة أنت لو سميت هالسم عسلًا ما تغير السم هو سم ؛ فإذا سميت الشرك بأنه توسل هذا ما يغير الحقيقة هو شرك ، يقولون هذا توسل بالصالحين خلنا نتوسل بالصالحين لأنهم صالحون ونحن مذنبون وهم أقرب إلى الله منا ؛ الله ما أمرك بهذا الله أمرك أن تدعوه مباشرة ، {فَادْعُوا اللَّهَ مُخْلِصِينَ لَهُ الدِّينَ} {وَأَنَّ الْمَسَاجِدَ لِلَّهِ فَلَا تَدْعُوا مَعَ اللَّهِ أَحَدًا (18)} {وَقَالَ رَبُّكُمُ ادْعُونِي أَسْتَجِبْ لَكُمْ ۚ إِنَّ الَّذِينَ يَسْتَكْبِرُونَ عَنْ عِبَادَتِي سَيَدْخُلُونَ جَهَنَّمَ دَاخِرِينَ (60)} ما قال ادعوني بواسطة فلان ولا توسلوا توسلوا لي بفلان ما قال هذا فهمت ؟! -ادعوا الله مباشرة وهو قريب مجيب -سبحانه وتعالى- {وَإِذَا سَأَلَكَ عِبَادِي عَنِّي فَإِنِّي قَرِيبٌ ۖ أُجِيبُ دَعْوَةَ الدَّاعِ إِذَا دَعَانِ} ما يحتاج تكتب له ورقة ومعروض ، ولا يحتاج توسط واحد يروح لأمه يقوله مثل ملوك الدنيا أبدًا ارفع يديك في أي مكان وفي أي زمان ارفع يديك إلى الله وادعو والله يسمعك ويقدر على إجابتك ؛ فلماذا تلف وتروح مع طرق ما أمر الله بها ، الله قال ادعوني ما قال توسلوا إليَّ أما قوله : {اتَّقُوا اللَّهَ وَابْتَغُوا إِلَيْهِ الْوَسِيلَةَ} الوسيلة الطاعة أي : أطيعوني ، سُميت وسيلة لأنها تُقرب إلى الله -عز وجل- ما هي ذا الوسيلة أنك تتخذ واسطة من الخلق هذا تفسير باطل وضلال الوسيلة هي الوسيلة والطاعة سميت وسيلة لأنها تُقربك إلى الله -جل وعلا- ؛ يقول الشاعر : مالي إليك وسيلة إلا الدعاء
الدعاء هو الوسيلة العبادة هي الوسيلة ، هذا يجب أن المسلم يعرفه كله إذا قلت الشرك يقول : أعوذ بالله تعوذ من الشرك ، وهذا صحيح طيب هذا ، لكن لو تسأله ما هو الشرك ؟ ما يدري ما هو الشرك ! إما أنه ما يدري وإما أنه يفسره بغير تفسيره ، فهذا ضروري أنك تتعلم التوحيد ، وتتعلم ما هو الشرك الذي يفسد التوحيد من أجل أن تتجنبه ؛ أنت إذا لم تعرف نواقض الوضوء يمكن ينتقض وضوءك وما دريت إذا ما تدرس نواقض الوضوء تعرفها حتى تتجنبها وتحافظ على طهارتك يمكن ينتقض وضوءك وتصلي على غير وضوء وأنت ما تدري ، كذلك أخطر من هذا إذا جهلت ما هو الشرك ؛ فقد تشرك بالله وخصوصًا إن هنا دعاة إلى الشرك ! دعاة ضلال يدعون الناس إلى الشرك ، ويزينون الشرك ، يؤلفون فيه مؤلفات ؛ فالخطر عظيم إن لم تلجأ إلى الله وتتعلم أمور دينك وعقيدتك هلكت مع الهالكين ولا حول ولا قوة إلا بالله بسبب الجهل ، الله ما ترك لنا عذرًا أرسل إلينا رسولًا ، وأنزل علينا كتابًا ، وأقام علينا الحجة ، وأزال عنا الجهل ، اقرأ القرآن يا أخي ! شف كم فيه من آية تُحذر من الشرك ، وتُبين ما هو الشرك -في القرآن العظيم- ولكن تقرأه بس مجرد تحسين صوت وحفظ وما أشبه ذلك ! -هذا ما يكفي- لازم تقف عند كل آية وتعرف معناها خصوصًا آيات التوحيد والآيات التي فيها التحذير من الشرك من أجل أن تحافظ على عقيدتك ، وعلى دينك -تسير على منهج صحيح- . نعم.