الواجب على ولاة الأمور أن يقاتلوا عباد غير اللّه مطلقاً بعد الدعوة ووجود القدرة – الشيخ : ابن باز

عدد الملفات المرفوعه : 1

فالمقصود أن المشركين تنوعت عباداتهم لغير الله فمنهم من يعبد الشمس والقمر ومنهم من يعبد النجوم ومنهم من يعبد الجن إلى غير ذلك فقاتلهم ﷺ وقاتلهم الصحابة ولم يفرقوا بينهم فالشرك واحد وإن تنوع المعبودون فالذي يعبد الشمس أو القمر أو الملائكة أو الأنبياء أو الصالحين أو النجوم أو غيرهم كلهم مشركون سواء كان المعبود صالحا أو جمادا نبيا أو ملكا أو غير ذلك الله يقول: (وَمَا أُمِرُوا إِلَّا لِيَعْبُدُوا اللَّهَ مُخْلِصِينَ لَهُ الدِّينَ)  [البينة: 5] (وَقَضَى رَبُّكَ أَلَّا تَعْبُدُوا إِلَّا إِيَّاهُ) [الإسراء: 23] (فَاعْبُدِ اللَّهَ مُخْلِصًا لَهُ الدِّينَ)  [الزمر: 2] (وَإِلَهُكُمْ إِلَهٌ وَاحِدٌ) [البقرة: 163] من خالف هذه الآيات وما جاء في معناها فقد أشرك سواء فعل ذلك مع الأنبياء أو مع الصالحين أو مع النجوم أو مع الشمس أو مع القمر أو غير ذلك ، ولهذا أنزل الله فيهم -جل وعلا- : (وَقَاتِلُوهُمْ حَتَّى لَا تَكُونَ فِتْنَةٌ) يعني شرك (وَيَكُونَ الدِّينُ كُلُّهُ لِلَّهِ) [الأنفال: 39] الشرك يطلق على الفتنة (وَقَاتِلُوهُمْ حَتَّى) [البقرة: 193] يعني حتى لا يقع شرك بالله بل يكون الدين كله لله ، والاختلاف يسمى فتنة والمعاصي تسمى فتنة لكن هنا الفتنة الشرك كما قال -جل وعلا- : (يَسْأَلُونَكَ عَنِ الشَّهْرِ الْحَرَامِ قِتَالٍ فِيهِ قُلْ قِتَالٌ فِيهِ كَبِيرٌ) [البقرة: 217] ثم قال : (وَصَدٌّ عَنْ سَبِيلِ اللَّهِ وَكُفْرٌ بِهِ وَالْمَسْجِدِ الْحَرَامِ وَإِخْرَاجُ أَهْلِهِ مِنْهُ أَكْبَرُ عِنْدَ اللَّهِ) [البقرة: 217] ثم قال : (وَالْفِتْنَةُ أَكْبَرُ مِنَ الْقَتْلِ)  [البقرة: 217] يعني الشرك الفتنة وهي الشرك أكبر من القتل كونه يقتل نفسا هذا جريمة عظيمة منكر عظيم لكن كونه يشرك بالله أعظم من القتل نسأل الله العافية.

فدل ذلك على أن الواجب على ولاة الأمور أن يقاتلوا عباد غير الله مطلقا كائنا من كان بعد الدعوة إذا دعوا إلى الله وأرشدوا ولم يقبلوا وجب قتالهم مع القدرة (فَاتَّقُوا اللَّهَ مَا اسْتَطَعْتُمْ) [التغابن: 16] مع القدرة كما قال تعالى : (وَقَاتِلُوهُمْ حَتَّى لَا تَكُونَ فِتْنَةٌ وَيَكُونَ الدِّينُ كُلُّهُ لِلَّهِ)  [الأنفال: 39] ويقول -جل وعلا- : (انْفِرُوا خِفَافًا وَثِقَالًا وَجَاهِدُوا بِأَمْوَالِكُمْ وَأَنْفُسِكُمْ فِي سَبِيلِ اللَّهِ ذَلِكُمْ خَيْرٌ لَكُمْ إِنْ كُنْتُمْ تَعْلَمُونَ) [التوبة: 41] ويقول -جل وعلا- : (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا هَلْ أَدُلُّكُمْ عَلَى تِجَارَةٍ تُنْجِيكُمْ مِنْ عَذَابٍ أَلِيمٍ ۝ تُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ وَرَسُولِهِ وَتُجَاهِدُونَ فِي سَبِيلِ اللَّهِ بِأَمْوَالِكُمْ وَأَنْفُسِكُمْ ذَلِكُمْ خَيْرٌ لَكُمْ إِنْ كُنْتُمْ تَعْلَمُونَ)  [الصف: 10- 11].


  • (شرح القواعد الأربع).

شاهد-على-اليوتيوب

  • 1442/06/29
  • مشاهدات : 226
  • مشاركة :
حقوق النشر لكل مسلم بشرط ذكر المصدر.
تنفيذ : تصميم مصري