فيجب على المسلم أن يهتم بقلبه أكثر مما يهتم بجسمه ، فإن الإنسان إذا اصيب جسمه بمؤثر بمرض يذهب إلى المستشفيات والمستوصفات ويراجع الأطباء ، قد يسافر الى الخارج وقد ، ولكن مرض القلب قل من يعالجه ويهتم به ، وعلاجه بأمرين :
الأمر الاول : الدعاء ، كان -صلى الله عليه وسلم- يكثر أن يقول : (يا مقلب القلوب والأبصار ثبت قلبي على دينك) ، فتقول له عائشة في ذلك : هل تخشى يارسول الله ، فيقول : (وما يؤمنني يا عائشة والقلوب بين أصبعين من أصابع الرحمن) إذا أراد أن يقلب أو يقلب قلب عبد قلبه ، يقول ابن القيم -رحمه الله- لما ذكر الفتن والانحرافات : (لو شاء ربك كنت ايضاً مثلهم فالقلب بين أصابع الرحمن) تذكر هذا تكثر من الدعاء الذي كان الرسول -صلى الله عليه وسلم- يدعو به لقلبه بتثبيته على الدين ، ولا يأمن الإنسان على قلبه من الفتن ، فيتجنب مواطن الفتن ، ويتجنب الاستماع للفتن التي تذاع وتنشر ، واليوم كثرت وكثرت وسائلها فيتجنبها محافظة على قلبه أن يزيغ (فَلَمَّا زَاغُوا أَزَاغَ اللَّهُ قُلُوبَهُمْ ۚ وَاللَّهُ لَا يَهْدِي الْقَوْمَ الْفَاسِقِينَ) فهم أهملوا قلوبهم اليهود أهملوا قلوبهم ، تلقوا الشبهات فازاغ الله قلوبهم لما زاغوا ازاغ الله قلوبهم ، ولهذا الراسخون في العلم يقولون : (رَبَّنَا لَا تُزِغْ قُلُوبَنَا بَعْدَ إِذْ هَدَيْتَنَا وَهَبْ لَنَا مِن لَّدُنكَ رَحْمَةً ۚ إِنَّكَ أَنتَ الْوَهَّابُ) يزيغ الإنسان بعد الهداية بعد الايمان ينحرف بسبب ما يتلقى من الشبهات وبسبب ما يتعرض له من الشهوات ، فيزيغ بسبب فعله وعدم محافظته على نفسه وعلى قلبه ، فيكثر من الدعاء .
والأمر الثاني مما يعالج به قلبه : تجنب الذنوب والمعاصي فإنها تمرض القلب ، وقد تميته ، فيتجنب الإنسان الذنوب والمعاصي ما استطاع ، وإذا وقع منه شيء يبادر بالتوبة وباب التوبة مفتوح ، العلاج عندك ميسور لا يحتاج تذهب الى الصيدليات مفتوح لك تتوب إلى الله وتستغفر والله -جل وعلا- يشفي قلبك مما أصابه ، فيتجنب الإنسان المعاصي ويحرص على ذلك ، وإذا وقع في شيء منها فإن باب التوبة مفتوح الليل والنهار أي ساعة تستغفر الله يسمعك يستجيب لك ، ولا تهمل قلبك تتراكم عليه الذنوب والمعاصي ثم يعمى أو يمرض ويموت ، اعتني بقلبك دئماً وابداً ، الله -جل وعلا- إنما ينظر الى قلوبكم وأعمالكم كما في الحديث لا ينظر الى صوركم واموالكم وإنما ينظر إلى قلوبكم وأعمالكم ، القلوب إذا كانت صالحة صارت الأعمال صالحة ، وإذا كانت القلوب فاسدة فسدت الأعمال ، فعلى الإنسان أن يعتني بقلبه دائماً وابداً .