إذا ابتلي المسلم ؛ نزلت به ضائقة أو مصية أو فاجعة، علم أن هذا بقضاء الله وقدره ، وعلم أنه لا يكشف البلوى إلا الله ، وعلم أنه مِلك لله ،يتضرع بالصبر ويأتي بالنطق الذي يهيئ الله به الخير يقول : إنا لله وإنا إليه راجعون ، نحن خلق من خلقه ومِلك من ملكه ، والمالك الذي ملكه مطلق لا يُسأل عن تصرفه في ملكه ، له تدبير شؤون هذا الملك ، مِلك البشر ملك محدود ، الناس لا يملكون ، ملكهم محدود ، كما يملك الرقيق ، الرقيق يملك طعامه ليأكله ؛ لكنه محدود الملكية ، فالخلق كلهم عبيد لله ، وأما ملك الله – جل وعلا – فإنه لا يسأل عما يفعل والعباد يسألون إلا أنه – جل وعلا – الحكيم ، الذي تدبيره وتصريف شؤون خلقه ليست اعتباطاً ، وإنما هي عن حكمة نافذة ، وعلم محيط بكل شيء .