الإنسان مهما عمل من الأعمال المفيدة للبشرية التي مثلها إذا كانت من مؤمن نفعته نفعًا عظيمًا ، إذا لم تكن من موحد لله لا تنفعه ، لو بنيت الملاجئ واستنبطت المياه صدقات ، وقسمت الأموال على الفقراء ، وحشر الأطباء لعلاج المرضى ولكن فاعل ذلك لم يخلص العبادة لله – جل وعلا – ما نفعه ذلك الشيء ، قال الله تعالى : (وَقَدِمْنَا إِلَىٰ مَا عَمِلُوا مِنْ عَمَلٍ فَجَعَلْنَاهُ هَبَاءً مَّنثُورًا)(لَئِنْ أَشْرَكْتَ لَيَحْبَطَنَّ عَمَلُكَ) مهما عمل الإنسان إذا أشرك حبط هذا العمل ، لكن إن تاب وأناب وأخلص العمل لله – جل وعلا – فإن الله – سبحانه وتعالى – قادر أن يعيد له ما فقد بسبب ذلك الشرك ، والإنسان محتاج إلى أن يلجا إلى الله – جل وعلا – في كل أحواله ، ليعصمه ويثبته ، فإن المسلم لا يبقى على الحق لأصالة في رأيه وثبات عقله ، فإن هذا لا ينفع إلا بتوفيق الله – جل وعلا – ؛ ذاك الذي يقول :
لا تتحقق هذه إلا بتوفيق الله ، فإن كثيرًا من العقلاء نافذي البصيرة إذا لم يشملهم الله بلطفه ضاعوا ، وكثير من الزنادقة إنما جرهم إلى زندقتهم تسليطهم عقولهم على الحكم على الأشياء ظواهرها وبواطنها .