الشكر والصبر والاستغفار هذه الثلاث إذا أكرم الله -عز وجل- عبده ومن عليه بأن جعله من أهلها ، إذا انعم الله عليه بنعمه كان من الشاكرين ، وإذا أصابه بشدة وبلوه كان من الصابرين ، وقد قال -عليه الصلاة والسلام- : (عجبًا لأمر المؤمن إن أمره كله خير ، إن أصابته سراء شكر فكان خيراً له ، وإن أصابته ضراء صبر فكان خيرًا له وذلك لا يكون إلا للمؤمن ، فالمؤمن شاكر في سرائه وصابر في ضرائه فهو فائز في الحالتين ، في الحالة الأولى السراء فاز بثواب الشاكرين ، والحالة الثانية الضراء فاز بثواب الصابرين وهذا لا يكون إلا للمؤمن ، وكثيراً ما يجمع بين الصبر والشكر ، وفي القرآن آيات عديدة ختمها الله -جل في علاه- بقوله : (إِنَّ فِي ذَلِكَ لآيَاتٍ لِكُلِّ صَبَّارٍ شَكُورٍ) .
وهذا من سمات المؤمن العظيمة ، صبار : أي على المصائب والشدائد والآلآم ، وشكور : أي على نعم الله ومننه وعطاياه التي لا تعد ولا تحصى ، ثم إن العبد لا يخلوا من تقصير وتفريط وذنوب يقع فيها بل قال النبي -صلى الله عليه وسلم- : (كل بني آدم خطآء وخير الخطائين التوابون) ، وقال -عليه الصلاة والسلام- : (لو لم تذنبوا لذهب الله بكم ولجاء بقوم يذنبون فيستغفرون الله فيغفر لهم) .
ولهذا فإن المؤمن ملازم للاستغفار حريص على الإكثار منه ، حريص على أن يكون من المستغفرين أي المكثرين من الاستغفار ، المكثرين من اللجوء إلى الله -عز وجل- بطلب مغفرة الذنب وإقالة العثرة وقبول التوبة.