الشفاعة لا ينالها إلا المخلصون – الشيخ : محمد أمان الجامي – رحمه الله –

عدد الملفات المرفوعه : 1

يستعجل كثير من الناس ويقعون فيما يمنع الشفاعة ، الشفاعة لا ينالها إلا المخلصون ، سأل أبو هريرة رسول ﷺ : يا رسول الله من أسعد الناس بشفاعتك يوم القيامة ؟ ، هذا سؤال عظيم علق عليه رسول الله ﷺ قبل الإجابة عليه ، قال : يا أبا هريرة هكذا كنت أظن لا يسألني هذا السؤال أول منك ؛ لأنه يعلم أنه يحب العلم كثيرًا ويحب الحديث كثيرًا ، بعد هذا التعليق قال رسول الله ﷺ : (أسعد الناس بشفاعتي يوم القيامة من قال : لا إله إلا الله مخلصًا من قلبه) ، بحيث لا يخالف قلبه لسانه ولا لسانه قلبه ، هذا هو الذي من أسعد الناس بشفاعة النبي ﷺ ، قلت : بعض الناس يستعجل يحب الشفاعة ، يجب أن ينال الشفاعة ، لكنه يقع في موانع الشفاعة استعجالاً منه وجهلاً ، من أهم موانع الشفاعة : الشرك أن يُشرك بالله ؛ يترك الله فيترك الشفاعة التي هي ملك لله ، ويطلبها ممن لا يملكها ويعتمد على هذا المخلوق الذي لا يملك ، من أشرف الخلق وأفضل الخلق عند الله ، وأكرم العباد على الله من هو ؟ ، محمد رسول الله ﷺ ، كما تعلمون في الشفاعة العظمى عندما تتقدم الناس بعد الهول الشديد والحيرة ، يتقدمون لطلب الشفاعة ليريحهم الله بشفاعة الأنبياء مما هم فيه ولو إلى النار ، يبدأون بالترتيب الطبيعي ؛ يبدؤون بآدم ، ثم نوح ثم ابراهيم ، ثم موسى ، ثم عيسى ، وكل رسول من هؤلاء يقول : لا ، لست لها نفسي نفسي ، وكل يعلن بأن الله قد غضب اليوم غضبًا لم يغضب قبله مثله ولن يغضب بعده مثله ، إثبات صفة الغضب عند جميع الأنبياء بدءًا من آدم – عليه السلام – إلى أن ينتهي الدور إلى سيد الشفعاء محمد رسول الله ﷺ الذي يقول : أنا لها ، لأن الله أعلمه ، إذا قال : أنا لها كي يشفع ؟ ، يستأذن ، وطريقة الإستئذان : أن يسجد لله سجدة طويلة ، فالله – سبحانه وتعالى – يدعه ويتركه في السجود فترة طويلة جدًا ، فيفتح الله عليه من أساليب الثناء والمدح وتعظيم الله ما لا يستحضره قبل ذلك في هذا السجود سجود الشفاعة سجود الاستئذان ، وبعد هذا السجود الطويل يقال لسيد الشفعاء : يا محمد ارفع رأسك وسل تعطه واشفع تشفع ، فيقول النبي ﷺ : فيحد الله لي حدًا ، ليس معنى ذلك بعد الاستئذان يأتي النبي ﷺ إلى أهل الموقف فينظر فيهم فينتخب منهم انتخابًا ، العرب بنو هاشم الأقرب فالأقرب لا ، يحد له حدًا : مجموعة من الناس فيريحهم من هول الموقف ، ثم يسجد مرة أخرى كالسجود الأول ، فيقال له ما قيل في السجود الأول ، فيحد له حدًا مرة ثانية ، هكذا تتكرر هذه الشفاعة ثلاث مرات لنعلم أن الشفاعة لله والشفاعة كلها لله لا يجوز أن تطلب الآن من رسول الله ﷺ ، وهذه العبارة يستصعبها العاطفيون الذين يظنون أنهم وحدهم هم الذينيحبون رسول الله ﷺ ، ولشدة محبتهم لرسول الله ﷺ يطلبون منه كل شيء لا يطلب إلا من الله بما في ذلك الشفاعة ، هل هناك جهل أفظع من هذا الجهل ؟ ، ولو كان هذا الجهل جهلاً بسيطًا لعولج ولكنه جهل مركب علاجه يصعب والله المستعان .


  • (شرح القواعد الأربع).

شاهد-على-اليوتيوب

  • 1442/09/12
  • مشاهدات : 845
  • مشاركة :
حقوق النشر لكل مسلم بشرط ذكر المصدر.
تنفيذ : تصميم مصري