معنى الحنيفية وسبب نسبتها إلى ابراهيم – الشيخ : صالح العصيمي

عدد الملفات المرفوعه : 1

فإن الحنيفية في الشرع لها معنيان : أحدهما عام : وهو دين الإسلام الذي بُعث به محمد ﷺ ،والآخر خاص : وهو الإقبال على الله بالتوحيد ، ولازمه الميل عما سواه بالبراءة من الشرك ، والمذكور في قول المصنف – محمد بن عبدالوهاب – (أن تعبد الله وحده مخلصًا له الدين) هو مقصود الحنيفية ، ولبها المحقق وصفها الجامع للمعنيين المذكورين ، وهي دين الأنبياء جميعًا فلا تختص بابراهيم – عليه الصلاة والسلام – ، وقع في كلام المصنف وغيره نسبتها إلى ابراهيم – عليه الصلاة والسلام – اتباعًا للوارد في القرآن ، فإن الحنيفية وإن كانت دين الأنبياء جميعًا فإنها تنسب في القرآن إلى ابراهيم – عليه الصلاة والسلام – ، وموجب نسبتها إليه ثلاثة أمور ، أولها : أن الذين بعث فيهم نبينا ﷺ يعرفون ابراهيم – عليه الصلاة والسلام – ، فيذكرون أنهم من ذريته ، ويزعمون أنهم على دينه ، فأجدر بهم أن يكونوا مثله حنفاء لله غير مشركين به ، وثانيها : أن الله جعل ابراهيم – عليه الصلاة والسلام – امامًا لمن بعده من الأنبياء بخلاف غيره ممن قبله فلم يجعله إمامًا لأحد بعده ، ذكره ابن جرير الطبري في تفسيره ، وثالثها أن ابراهيم – عليه الصلاة والسلام – بلغ الغاية في الحنيفية من تحقيق التوحيد ولم يشاركه في ذلك سوى نبينا ﷺ ، فهما إماما الحنفاء ، وابراهيم متقدم على نبينا ﷺ فهو جد له ووالد ، ونبينا ﷺ بالنسبة إليه حفيد وولد ، فالنسبة إلى الجد والوالد أولى .


  • مقتطف من شرح القواعد الأربع .

شاهد-على-اليوتيوب

  • 1442/10/17
  • مشاهدات : 1٬008
  • مشاركة :
حقوق النشر لكل مسلم بشرط ذكر المصدر.
تنفيذ : تصميم مصري