شرح رياض الصالحين – الشيخ العلامة محمد بن صالح العثيمين – رحمه الله –

عدد الملفات المرفوعه :

الفوائد المنتقاة :

النية محلها القلب ولا محل لها في اللسان : النية محلها القلب، ولا محل لها في اللسان في جميع الأعمال؛ ولهذا كان من نطق بالنية عند إرادة الصلاة، أو الصوم، أو الحج، أو الوضوء، أو غير ذلك من الأعمال كان مبتدعاً قائلاً في دين الله ما ليس منه؛ لأن النبي ﷺ كان يتوضأ، ويصلي ويتصدق، ويصوم ويحج، ولم يكن ينطق بالنية، لم يكن يقول: اللهم إني نويت أن أتوضأ، اللهم إني نويت أن أصلي، اللهم إني نويت أن أتصدق، اللهم إني نويت أن أحج، ما كان يقول هذا؛ وذلك لأن النية محلها القلب، والله – عز وجل – يعلم ما في القلب، ولا يخفى عليه شيء؛ كما قال الله تعالى: (قُلْ إِن تُخْفُوا مَا فِي صُدُورِكُمْ أَوْ تُبْدُوهُ يَعْلَمْهُ اللهُ)، (شرح رياض الصالحين ش1) (ج1ص7).
يجب على المسلم أن يخلص النية لله – سبحانه وتعالى – : يجب على المسلم أن يخلص النية لله – سبحانه وتعالى – في جميع عباداته، وأن لا ينوي بعباداته إلا وجه الله والدار الآخرة، وهذا هو الذي أمر الله به في قوله: (وَمَا أُمِرُوا إِلَّا لِيَعْبُدُوا اللهَ مُخْلِصِينَ لَهُ الدِّينَ حُنَفَاءَ)، أي مخلصين له العمل، (وَيُقِيمُوا الصَّلَاةَ وَيُؤْتُوا الزَّكَاةَ وَذَٰلِكَ دِينُ الْقَيِّمَةِ) وينبغي أن يستحضر النية، أي: نية الإخلاص في جميع العبادات، فينوي مثلاً الوضوء، وأنه توضأ لله، وأنه توضأ أمثالاً لأمر الله، فهذه ثلاثة أشياء: نية العبادة، ونية أن تكون لله، ونية أنه قام بها امتثالاً لأمر الله، فهذا أكمل شيء في النية. كذلك في الصلاة: تنوي أولاً: الصلاة، وأنها الظهر، أو العصر، أو المغرب، أو العشاء ن أو الفجر، أو ما أشبه ذلك، وتنوي ثانياً: أنك إنما تصلي لله – عز وجل – لا لغيره، لا تصلي رياء ولا سمعة، ولا لتمدح على صلاتك، ولا لتنال شيئاً من المال أو الدنيا، ثالثاً: تستحضر أنك تصلي امتثالاً لأمر ربك حيث قال: (أَقِمِ الصَّلَاةَ) سورة الإسراء ، (فَأَقِيمُوا الصَّلَاةَ) سورة النساء، (وَأَقِيمُوا الصَّلَاةَ وَآتُوا الزَّكَاةَ) سورة البقرة، إلي غير ذلك من الأوامر (شرح رياض الصالحين ش1 – ج1ص7).
من نوى الله والدار الآخر حصل له ذلك وإن نوى الدنيا قد تحصل وقد لا تحصل : قال رسول الله ﷺ : (إنّمَا الأَعْمَالُ بالنِّياتِ، وَإِنّمَا لِكُلِّ امرِىءٍ مَا نَوَى) رواه البخاري ومسلم ، فكل امرىء له ما نوى: إن نوى الله والدار الآخر في أعماله الشرعية، حصل له ذلك، وإن نوى الدنيا، قد تحصل وقد لا تحصل، قال الله تعالى:(مَّن كَانَ يُرِيدُ الْعَاجِلَةَ عَجَّلْنَا لَهُ فِيهَا مَا نَشَاءُ لِمَن نُّرِيدُ)(الاسراء: الآية18) ما قال: عجلنا له ما يريد؛ بل قال: (عَجَّلْنَا لَهُ فِيهَا مَا نَشَاءُ) ، لا ما يشاء هو؛ (لِمَنْ نُرِيدُ) لا لكل إنسان، فقيد الُمعَجَّل والُمعَجَّل له؛ فمن الناس: من يعطى ما يريد من الدنيا ومنهم: من يعطى شيئاً منه، ومنهم: من لا يعطى شيئاً أبداً، هذا معنى قوله(عَجَّلْنَا لَهُ فِيهَا مَا نَشَاءُ لِمَن نُّرِيدُ) ، (وَمَنْ أَرَادَ الْآخِرَةَ وَسَعَىٰ لَهَا سَعْيَهَا وَهُوَ مُؤْمِنٌ فَأُولَٰئِكَ كَانَ سَعْيُهُم مَّشْكُورًا) (الاسراء: 19) لابد أن يجني ثمرات هذا العمل الذي أراد به وجه الله والدار الآخرة. (شرح رياض الصالحين ش1 ، ج1ص9).
نحن مأمورون بأن نغيظ الكفار : ونحن مأمورون بأن نغيظ الكفار بكل ما نستطيع، كما قال الله f: (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا قَاتِلُوا الَّذِينَ يَلُونَكُم مِّنَ الْكُفَّارِ وَلْيَجِدُوا فِيكُمْ غِلْظَةً وَاعْلَمُوا أَنَّ اللهَ مَعَ الْمُتَّقِينَ (123)) (التوبة) وقال f: (وَلَا يَطَئُونَ مَوْطِئًا يَغِيظُ الْكُفَّارَ وَلَا يَنَالُونَ مِنْ عَدُوٍّ نَّيْلًا إِلَّا كُتِبَ لَهُم بِهِ عَمَلٌ صَالِحٌ إِنَّ اللهَ لَا يُضِيعُ أَجْرَ الْمُحْسِنِينَ (120)) (التوبة) فالكافر إيا كان، سواء كان من النصارى، أو من اليهود، أو من الملحدين، وسواء تسمى بالإسلام أم لم يتسم بالإسلام، الكافر عدو لله ولكتابه ولرسوله وللمؤمنين جميعاً، مهما تلبس بما تلبس به؛ فإنه عدو (شرح رياض الصالجين ج1ص14 – ش1).

النكبات التي تأتينا والتي نحن الآن نعيشها كلها بسبب الذنوب والمعاصي: النكبات التي تأتينا، والتي نحن الآن نعيشها كلها بسبب الذنوب والمعاصي، كما قال الله تعالى: (وَمَا أَصَابَكُم مِّن مُّصِيبَةٍ فَبِمَا كَسَبَتْ أَيْدِيكُمْ وَيَعْفُو عَن كَثِيرٍ) (الشورى: ٣٠) نحن غافلون، نحن آمنون في بلادنا، كأن ربنا غافل عنا كأنه لا يعلم، كأنه لا يملي للظالم حتى إذا أخذه لم يفلته. والناس يعصرون في هذا الحوادث ، ولكن قلوبهم قاسية والعياذ بالله! وقد قال الله سبحانه: (وَلَقَدْ أَخَذْنَاهُم بِالْعَذَابِ فَمَا اسْتَكَانُوا لِرَبِّهِمْ وَمَا يَتَضَرَّعُونَ) (المؤمنون: ٧٦) أخذناهم بالعذاب، ونزل بهم، ومع ذلك ما استكانوا إلي الله، وما تضرعوا إليه بالدعاء، وما خافوا من سطوته، ولكن قست القلوب – نسأل الله العافية – وماتت؛ حتى أصبحت الحوادث المصيرية تمر على القلب وكأنها ماء بارد، نعوذ بالله من موت القلب وقسوته، وإلا لو كان الناس في عقل، وفي صحوة وفي قلوب حية، ما صاروا على هذا الوضع الذي نحن عليه الآن، مع أننا في وضع نعتبر أننا في حال حرب مدمرة مهلكة، ومع هذا لا تجد أحداً حرك ساكناً إلا أن يشاء الله . (شرح رياض الصالحين ش1 – ج1 ص15).

الذين يسافرون إلى بلد الكفر من أجل السياحة فقط آثمون : ولهذا أرى أن الذين يسافرون إلى بلد الكفر من أجل السياحة فقط. أرى أنهم آثمون، وأن كل قرش يصرفونه لهذا السفر فإنه حرام عليهم، وإضاعة لمالهم، وسيحاسبون عنه يوم القيامة؛ حين لا يجدون مكاناً يتفسحون فيه أو يتنزهون فيه، حين لا يجدون إلا أعمالهم، لأن هؤلاء يضيعون أوقاتهم، ويتلفون أموالهم، ويفسدون أخلاقهم، وكذلك ربما يكون معهم عوائلهم، ومن عجب أن هؤلاء يذهبون إلي بلاد الكفر التي لا يسمع فيها صوت مؤذن، ولا ذكر ذاكر، وإنما يسمع فيها أبواق اليهود، ونواقيس النصارى، ثم يبقون فيها مدة هم وأهلوهم وبنوهم وبناتهم، فيحصل في هذا شر كثير، نسأل الله العافية والسلامة. وهذا من البلاء الذي يحل الله به النكبات (شرح رياض الصالحين ش1 – ج1ص15).

شروط السفر إلى بلاد الكفر : فلا يجوز للإنسان أن يسافر إلى بلد الكفر إلا بشروط ثلاثة: الشرط الأول: أن يكون عنده علم يدفع به الشبهات؛ لأن الكفار يوردون على المسلمين شبهاً في دينهم وفي رسولهم وفي كتابهم وفي أخلاقهم، وفي كل شيء يوردون الشبهة؛ ليبقي الإنسان شاكاً متذبذباً، ومن المعلوم أن الإنسان إذا شك في الأمور التي يجب فيها اليقين؛ فإنه لم يقم بالواجب، فالإيمان بالله وملائكته وكتبه ورسله واليوم الآخر والقدر خيره وشره – الإيمان بهذه – يجب أن يكون يقيناً؛ فإن شك الإنسان في شيء من ذلك فهو كافر، فالكفار يدخلون على المسلمين الشك، حتى إن بعض زعمائهم صرح قائلاً: لا تحاولوا أن تخرجوا المسلم من دينه إلى دين النصارى، ولكن يكفي أن تشككوه في دينه؛ لأنكم إذا شككتموه في دينه سلبتموه الدين، وهذا كاف، أنتم أخرجوه من هذه الحظيرة التي فيها الغلبة والعزة والكرامة ويكفي، أما أن تحاولوا أن تدخلوه في دين النصارى – المبني على الضلال والسفاهة – فهذا لا يمكن، لأن النصارى ضالون، كما جاء في الحديث عن النبي ﷺ ، وإن كان دين المسيح ﷺ دين حق، لكنه دين الحق في وقته قبل أن ينسخ برسالة النبي ﷺ فإن الهدي والحق فيما جاء به الرسول ﷺ، الشرط الثاني: أن يكون عنده دين يحميه من الشهوات؛ لأن الإنسان يدفع به الشبهات، الذي ليس عنده دين إذا ذهب إلي بلاد الكفر انغمس؛ لأنه يجد زهرة الدنيا، هناك شهوات، من خمر، وزنى، ولواط، كل إجرام موجود في بلاد الكفر، فإذا ذهب إلي هذه البلاد يخشى عليه أن ينزلق في هذه الأوحال، إلا إذا كان عنده دين يحميه، فلابد أن يكون عند الإنسان دين يحميه من الشهوات، الشرط الثالث: أن يكون محتاجاً إلى ذلك؛ مثل أن يكون مريضاً؛ يحتاج إلى السفر إلى بلاد الكفر للاستشفاء، أو يكون محتاجاً إلى علم لا يوجد في بلد الإسلام تخصص فيه؛ فيذهب إلى هناك ويتعلم، أو يكون الإنسان محتاجاً إلى تجارة، يذهب ويتجر ويرجع، المهم أنه لابد أن يكون هناك حاجة (شرح رياض الصالحين ش1 – ج1ص14).

المهاجر من هجر ما نهى الله عنه فتهجر كل ما حرم الله عليك: هجرة العمل، وهي أن يهجر المسلم ما نهاه الله عنه من المعاصي والفسوق كما قال النبي ﷺ: (المسلم من سلم المسلمون من لسانه ويده، والمهاجر من هجر ما نهى الله عنه) فتهجر كل ما حرم الله عليك، سواء كان مما يتعلق بحقوق الله، أو ما يتعلق بحقوق عباد الله؛ فتجهر السبب والشتم والقتل والغش وأكل المال بالباطل وعقوق الوالدين وقطيعة الأرحام وكل شيء حرم الله عليك تهجره، حتى لو أن نفسك دعتك إلي هذا وألحت عليك، فاذكر أن الله حرم ذلك حتى تهجره وتبعد عنه. (شرح رياض الصالحين ش1 – ج1ص16).

الأحوال التي يكون بها الجهاد فرض عين: ثم قال ﷺ: (وإذا استنفرتم فانفروا) يعني: إذا استنفركم ولي أمركم للجهاد في سبيل الله فانفروا وجوباً، وحينئذ يكون الجهاد فرض عين، إذا استنفر الناس للجهاد وجب عليهم أن ينفروا، وألا يتخلف أحد إلا من عذره الله، لقول الله تعالى: (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا مَا لَكُمْ إِذَا قِيلَ لَكُمُ انفِرُوا فِي سَبِيلِ اللهِ اثَّاقَلْتُمْ إِلَى الْأَرْضِ أَرَضِيتُم بِالْحَيَاةِ الدُّنْيَا مِنَ الْآخِرَةِ فَمَا مَتَاعُ الْحَيَاةِ الدُّنْيَا فِي الْآخِرَةِ إِلَّا قَلِيلٌ (38) إِلَّا تَنفِرُوا يُعَذِّبْكُمْ عَذَابًا أَلِيمًا وَيَسْتَبْدِلْ قَوْمًا غَيْرَكُمْ وَلَا تَضُرُّوهُ شَيْئًا وَاللهُ عَلَىٰ كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ (39)) التوبة ، وهذا أحد المواضع التي يكون فيها الجهاد فرض عين، الموضع الثاني: إذا حصر بلده العدو، أي جاء العدو حتى وصل إلى البلد وحصر البلد، صار الجهاد فرض عين، ووجب على كل أحد أن يقاتل، حتى على النساء والشيوخ القادرين في هذه الحال، لأن هذا قتال دفاع، وفرق بين قتال الدفاع وقتال الطلب، فيجب في هذه الحال أن ينفر الناس كلهم للدفاع عن بلدهم، الموضع الثالث: إذا حضر الصف، والتقى الصفان؛ صف الكفار وصف المسلمين؛ صار الجهاد حينئذ فرض عين، ولا يجوز لأحد أن ينصرف كما قال الله تعالى: (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِذَا لَقِيتُمُ الَّذِينَ كَفَرُوا زَحْفًا فَلَا تُوَلُّوهُمُ الْأَدْبَارَ (15)وَمَن يُوَلِّهِمْ يَوْمَئِذٍ دُبُرَهُ إِلَّا مُتَحَرِّفًا لِّقِتَالٍ أَوْ مُتَحَيِّزًا إِلَىٰ فِئَةٍ فَقَدْ بَاءَ بِغَضَبٍ مِّنَ اللهِ وَمَأْوَاهُ جَهَنَّمُ وَبِئْسَ الْمَصِيرُ (16)) لأنفال، وقد جعل النبي ﷺ التولي يوم الزحف من السبع الموبقات، الموضع الرابع: إذا احتيج إلى الإنسان؛ بأن يكون السلاح لا يعرفه إلا فرد من الأفراد، وكان الناس يحتاجون إلى هذا الرجل؛ لاستعمال هذا السلاح الجديد مثلاً؛ فإنه يتعين عليه أن يجاهد وإن لم يستنفره الإمام وذلك لأنه محتاج إليه، ففي هذه المواطن الأربعة، يكون الجهاد فرض عين. وما سوى ذلك فإنه يكون فرض كفاية (شرح رياض الصالحين ش1 – ج1ص18)

الشهادة والمجاهد من قاتل لتكون كلمة الله هي العليا وليس من أجل الوطنة: ثم قال ﷺ: (وإذا استنفرتم فانفروا) يعني: إذا استنفركم ولي أمركم للجهاد في سبيل الله فانفروا وجوباً، وحينئذ يكون الجهاد فرض عين، إذا استنفر الناس للجهاد وجب عليهم أن ينفروا، وألا يتخلف أحد إلا من عذره اقال أهل العلم: ويجب على المسلمين أن يكون منهم جهاد في العام مرة واحدة ولو مرة واحدة ، يجاهدون أعداء الله؛ لتكون كلمة الله هي العليا، لا لأجل أن يدافعوا عن الوطن من حيث إنه وطن، لأن الدفاع عن الوطن من حيث إنه وطن يكون من المؤمن والكافر، حتى الكفار يدافعون عن أوطانهم، لكن المسلم يدافع عن دين الله، فيدافع عن وطنه؛ لا لأنه وطنه مثلاً، ولكن لأنه بلد إسلامي؛ فيدافع عنه حماية للإسلام الذي حل في هذه البلد، ولذلك يجب علينا في مثل هذه الظروف التي نعيشها اليوم يجب علينا أن نذكر جميع العامة بأن الدعوة إلي تحرير الوطن وما أشبه ذلك دعوة غير مناسبة، وأنه يجب أن يعبأ الناس تعبئة دينية، ويقال إننا ندافع عن ديننا قبل كل شيء؛ لأن بلدنا بلد دين، بلد إسلام يحتاج إلى حماية تحتاج إلى دفاع، فلابد أن ندافع عنها بهذه النية، أما الدفاع بنية الوطنية أو بنية القومية فهذا يكون من المؤمن والكافر، ولا ينفع صاحبه يوم القيامة، وإذا قتل وهو يدافع بهذه النية فليس بشهيد؛ لأن النبي ﷺ سئل عن الرجل يقاتل حمية، ويقاتل شجاعة، ويقاتل ليرى مكانه ، أي ذلك في سبيل الله؟، فقال ﷺ : (من قاتل لتكون كلمة الله هي العليا فهو في سبيل الله)، أنتبه إلى هذا القيد: (من قاتل لتكون كلمة الله هي العليا) لا لأنه وطنه، ايش وطنك إذا كنت تقاتل لوطنك فأنت والكافر سواء، لكن قاتل لتكون كلمة الله هي العليا ممثلة في بلدك؛ لأن بلدك بلد إسلام؛ ففي هذه الحال ربما يكون القتال قتالاً في سبيل الله، وثبت عنه ﷺ أنه قال: (لا يكلم أحد في سبيل الله ، والله أعلم بمن يكلم في سبيله – يكلم : أي يجرح – إلا جاء يوم القيامة وجرحه يثعب دمًا؛ اللون لون الدم، والريح ريح المسك)، فأنظر كيف اشترط النبي ﷺ للشهادة أن يكون المسلم قاتل في سبيل الله، والقتال في سبيل الله: أن يقاتل لتكون كلمة الله هي العليا؛ فيجب على طلبة العلم أن يبينوا للناس أن القتال للوطن ليس قتالاً صحيحاً وإنما يقاتل لتكون كلمة الله هي العليا، وأقاتل عن وطني لأنه وطن إسلامي؛ فأحميه من أعدائه وأعداء الإسلام؛ فبهذه النية تكون النية صحيحة والله الموفق (شرح رياض الصالحين ج1ص19).

  • 1444/08/10
  • مشاهدات : 206
  • مشاركة :
حقوق النشر لكل مسلم بشرط ذكر المصدر.
تنفيذ : تصميم مصري