ومن الأسباب أيضًا العظيمة ما تفضل به صاحب الفضيلة شيخنا الشيخ محمد بن زيد -حفظه الله- الشيخ محمد عكور -حفظه الله- وجود الولاية ؛ التي يأمن الناس بها ، وتنتظم بها مصالحهم.
إن الخلافة حبل الله فاعتصموا
منــه بعروتــه الوثقـىٰ لمـــن دانا
كم يدفع الله بالسلطان معضلة
في ديننــا رحمـــة منه ودنيانــا
لولا الخلافــة لم تأمن لنا سبــلٌ
وكــان أضعفنــا نــهبًا لأقـوانــا
فأنتم ترون -حفظكم الله- ونحن في الحد الجنوبي ، والجنود البواسل ، وعساكرنا الموفقون ؛ هاهم ما بيننا وبينهم إلا كيلوات ؛ يحموننا بحماية الله ﷻ ، وتوفيقه ؛ فهم يجالدون ، ويجاهدون عدوَّنا ، ونحن نرفل في الأمن ، والاستقرار ، والراحة .
أرأيتم لو لم تكن هناك ولاية ؛ تحمى بها الحدود ، وتحصن بها الثغور ، ويجاهد بها العدو أنعيش هذا الأمن ؟! ، والحرب بجوارنا ؟! ، لا والله .
فيجب على كل عاقل أن يتدبر هذا الأمر ويتفكر فيه ؛ فإذا تفكر أوجب عليه ذلك ؛ شكر المنعم وهو : الله -سبحانه وتعالى- ، والسبب في قيام هذا الأمن الذي نراه وبسببه نتنقل في المنطقة ولا كأن بها مما يخاف شيء ؛ فيشكر لأصحاب الفضل فضلهم ، ولأصحاب المعروف معروفهم ، ولأصحاب الإحسان إحسانهم.
(ومن لا يشكر الناس لا يشكر الله) .
فجزاهم الله عنا خيرًا ، وضاعف لهم المثوبة ، ونسأل الله ﷻ أن يقيم بهم الدِّين ، وأن يحمي بهم الشريعة والملة ، وأن يرفع بهم منار الإسلام ، وشعار الإسلام.
كما نسأله -سبحانه وتعالى- أن ينصرهم بالإسلام ، ويعزهم بالإيمان ، والسنة والقرآن ؛ فهذا هو العز.
{إِن تَنصُرُوا اللَّهَ يَنصُرْكُمْ وَيُثَبِّتْ أَقْدَامَكُمْ} ، {وَالَّذِينَ كَفَرُوا فَتَعْسًا لَّهُمْ وَأَضَلَّ أَعْمَالَهُمْ} .
فهذا من أعظم الأسباب الحسية الذي به تنتظم مصالح العباد الدينية والدنيوية ؛ فوجود الولاية الشرعية تحصل بها المنافع ، والمصالح المرعيَّة التي لأجلها فُرض نصْب الولاة في هذه الأمة ؛ فاختلف حالها عن حال أهل الجاهلية .
فنحن ندعوا الله -سبحانه وتعالى- لهم بالتوفيق والسداد ، والنصر ، والتأييد ، والعز ، والظهور ، والتمكين ، إنه جواد كريم ؛ فهذا بيد الله -سبحانه وتعالى- ، ونسأل الله أن يمُنَّ عليهم بذلك.
وإذا نالهم الخير ونزل بهم وصلنا ، فنسأل الله لنا ولهم المزيد من فضله.